محمدعباس مراقب عام
البلاد : المزاج : المهنة : الجنس : عدد المساهمات : 3471 السٌّمعَة : 6 تاريخ الميلاد : 01/01/1971 تاريخ التسجيل : 23/12/2010 العمر : 53 MMS :
| موضوع: صاحبة الشفاه السوداء الإثنين يناير 31, 2011 12:36 pm | |
| صاحبة الشفاه السوداء
[size=16]عندما كان جالساً معها في الصالة .. شعر ان كل الحروف ماتت على شفاهه .. وأدرك خذلان الكلمات له .. الكلمات التي طالما نفخ قلمه الروح فيها .. فعاد يطرق أبواب الجمل والتعابير لكن كلما فتحت إحداهن الباب فزعت وأوصدته بوجهه .. في هذه الحالة كان يجب أن يفعل لا أن يقول
فأخذت يده اليسرى التي تملكها الشيطان ساعتها طريقها الى كفه ألايمن لتنتزع الخاتم وتضعه في راحة يدها .. لتحتويه هي باليمين وتكور عليه اليسار ..
ثم مشى خطوات وفتح الباب ونطق بطريقة أستقراطية غريبة : يمكن أن يكذب الإنسان على الإنسان في كل شيء ,, إلا في بناء الحياة ..
فقالت : مجنونٌ من يتصور إن الكُتّاب أصحاب عقول ( مضيئة ) ..
بالع** .. عقولكم مظلمة .. وتعانون من شرود ذهني فضيع .. وتعشقون الكتاب أكثر حتى من زوجاتكم وذرياتكم .. مساكين ..
تتصورون ان كلماتكم ذات مفعول سحري .. تستطيع حل مشاكل الناس المستعصية .. وتجهلون انكم تخلقون مشكلة جديدة لديهم وهي ( الإكتئاب ) .. والاسراف في الخيال ..
صمتتْ .. وأعلنت نهاية ما بينهما من مودة ورحمة أوشكت على البدء .. عاد الى بيته حزيناً .. فهو يعلم ان فسخ خطوبته يعني عودته الى عالم العزوبية .. و إسقاط كافة الامتيازات الالهية التي يمنحها الاسلام للمتزوج ..
ألقى بجسده المنهك على سريره الصامت العاج بالفوضى .. الذي طالما تمنى أن ينال نصيبه من الترتيب صباحاً ككل الأسِره .. أستيقظ في الصباح على صوت طرق باب بيته المتواضع ..
نظرَ الى يمينه لم يجدها أبصر يساره فرآها ترسم بشفاهها السوداء ابتسامتها المعتادة فقال : آه .. لقد تأخر الوقت .. إنها العاشرة وعشر دقائق .. صباح الخير يا ساعتي العزيزة ..
وهمّ يحدث ساعته المنضدية وأنيسته اللا بشرية بما رآه من رؤىً وأحلام لكنها نهرته لان صوت الطرق يعلن عدم إصطبار الطارق فتح باب البيت فرآها وأمها تقفان .. خجل من منظر فوضى العزوبية الذي كان يملاً البيت خلفه .. فجعل يمرر كفه على شعره المشُعث من كثرة تقلبه في منامه كاعتذار عن عدم ترتيب المنزل .. ثم طلب منهما الدخول ..
جلسوا جميعاً .. وبدأوا يتحدثون عن اشياء وكأنها قديمة الحدوث اما بالنسبة إليه فقد حدثت بالامس .. لسان امها كان سيد الموقف : لقد ظُلمت ابنتي كثيراً .. زواجها كان نقمة زوجها لم يكن منصفاً معها أبداً .
. سال نفسه : لمَ تصر على مفردة زواج ؟؟ .. انا وابنتها كنا مخطوبين فحسب .. وأكملت : أخو زوجها .. وتلقى صفعة ثانية : أخو زوجها ؟؟ ومتى تزوجت وكان لزوجها أخ ؟؟ وكيف تزوجت وأنا لم أفسخ عقدي بها إلا أمس مساءً ..
وتابعت لتُذهله : لقد حرموها ميراث أولادها الثلاث .. فتعجب وصرخ بنفسه : أتفهمين شيئاً ؟؟ من أين لها أولاد .. عندما خطبتها عمرها تسعة عشر عاماً وكانت تدرس في كلية الفنون الجميلة .. ثم قال جاهراً
أدرك انه أخطا التقدير عندما سمع إمها تقول : من يصدق ان فتاة في ربيعها التاسع والعشرين تعاني من كل هذا .. ناداه دماغه النائم المستيقظ لتوه : عشر سنوات ؟؟ كيف ؟؟
أين كنتُ كل هذه السنوات ؟؟ وهل هذا يعني ان عمري الان خمسة وثلاثين عاماً ؟؟ أيعقل إني لم أدرك؟ ..
نعم .. نعم .. كنت حياً .. وأمارس حياتي وفعالياتي الحيوية .. لكني كنت غافلا .. غافلاً عن عمري وشبابي وسنوات وجودي .. ثم جهر غاضباً : الويل .. الويل لك ايتها الساعة اللعينة .. فقالت أمها : مابك ؟؟ مابك بني ّ ؟؟ قال : لا .. أكملي .. أنا لن أتخاذل عن خدمتكما .. فشكرته وقالت : بنيّ .. أنت تعلم اني وابنتي نعمل في مجال الانتاج والاخراج الاسلامي .. أو قل الانتاج والاخراج الملتزم ..
تعبنا ونحن نصيح ونتكلم ونطالب بحق ابنتي مما تركه زوجها .. فجئنا نطلب منكَ نصاً لفلمٍ سينمائي .. يحاكي معاناة أي مظلومة ومقهورة .. وبذا ستصل الرسالة بسهولة .. فالتلفاز سيد الناطقين هذه الايام .. سيسرنا تعاونك معنا .. ثم مضتا ..
دخل الى غرفته منفجراً غاضباً وهو يقول مخاطباً ساعته التي طالما تصور انها (( وفية )): لماذا ؟؟ أهذا دورك في الحياة ؟؟ ألاجل هذا صنُعت ؟؟ لتضيعي حياة المئات أمثالي ؟؟ أصحاب الثقة العمياء بكل من حولهم ؟؟
عندما كنت أسألك هل لا يزال الوقت مبكراً ؟؟ كانت شفاهك السوداء تتآلف مع وجهك الابيض وشعرك البني الساحر وأنتِ تقولين : لايزال أمامك الكثير من الوقت ..
مضت ثانية ..
مضت دقيقة ..
مضت ساعة ..
استغفلتني .. ولم تخبريني ان عشر سنوات من عمري رحلت دون ان أشعر بها .. يجب أن تخرجي من بيتي ,, سألقيك في سلة المهملات .. لكن .. لا .. ربما يُعجب أحدهم بشكلك وينقذك من النفايات فترديه جزاء إنقاذه .. لا .. سأخرج عقاربك السوداء .. هذه .. وسأستخرج البطارية .. ايتها الكاذبة ..
انا أكره الكذب ,,
استخرج القعارب والبطارية وسحقهما بقدميه ..
ثم نظر للمرآه التي طالما ظلمها عندما كانت تخبره بالشيب الذي اكتسح شعره ..
واعتذر منها .. وشكر صدقها معه ,,
وقال لبقايا الساعة : صَدق من أسمى ( أميال ) الساعة بالـ ( عقارب ) .. ثم أنشد :
إذا عاش الفتى ستين عاماً فنصف العمر تمحقه الليالي
.. لقد ضاعت عشر سنوات من موسم زراعتي لآخرتي .. ولن أضيع المزيد
تحياتي
[/size] | |
|
موادع الضحكه الادارة
البلاد : المزاج : المهنة : الجنس : عدد المساهمات : 4284 السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 02/11/2010 المزاج : عادي MMS :
| موضوع: رد: صاحبة الشفاه السوداء الأربعاء فبراير 16, 2011 8:23 am | |
| دوم التمييز والحضور المتألق دمت ودامت ايامك اخي العزيز | |
|
دموع القلب عضوVip
البلاد : المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 3634 السٌّمعَة : 8 تاريخ الميلاد : 21/02/1988 تاريخ التسجيل : 16/12/2010 العمر : 36 . :
| موضوع: رد: صاحبة الشفاه السوداء الأربعاء مارس 23, 2011 3:02 am | |
| | |
|
المظلوم عضوVip
البلاد : المزاج : المهنة : الجنس : عدد المساهمات : 3056 السٌّمعَة : 4 تاريخ الميلاد : 02/12/1975 تاريخ التسجيل : 29/12/2010 العمر : 48 MMS :
| موضوع: رد: صاحبة الشفاه السوداء الخميس أغسطس 04, 2011 7:53 am | |
| | |
|