انصحكم الدخول الى هنا قصه الدجال الاعور
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على آشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما بعد
أردت أن اكتب هذا الموضوع , لما فيه من الأهمية ففتنة الدجال عظيمة جداً يقول
فقال بعض الصحابة مازال النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن الدجال حتى ظننا أنه
سيخرج علينا من طائفة النخل وهذا من عظم فتنته ففي صحيح البخاري عن عبدالله
بن عمر رضي الله عنهما , قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس ,
فأثنى على الله بما هو أهله , ثم ذكر الدجال , فقال : (( إني لأنذركموه , وما نبي إلا
أنذر قومه , ولكني سأقوم لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه , إنه أعور وإن الله ليس
بأعور )) رواه البخاري
فهذه دلالة على عظم فتنته بحيث أنه ليس نبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم إلا انذر
قومه حتى نوح عليه السلام
أرجو من الإخوم المشرفين تثبيت هذا الموضوع لما يحويه من أهمية
هذا موجز الموضوع وإليكم التفصيل ::::---
فتنة الدجال تقع في آخر الزمان , وهي إحدى أشراط الساعة الكبرى , وفتنته من
أعظم الفتن التي تمر على البشرية عبر تاريخها , ففي صحيح مسلم عن أبي الدهماء
وأبي قتادة , قالوا : كنا نمر على هشام بن عامر , نأتي عمران بن حصين ’ فقال ذات
يوم : إنكم لتتجاوزونني إلى رجال , ما كانوا بأحضر إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم مني , ولا أعلم بحديثه مني , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
((مابين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال )) وفي رواية (( أمر أكبر من
الدجال)) رواه مسلم
وفي صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما , قال : قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الناس , فأثنى على الله بما هو أهله , ثم ذكر الدجال ,
فقال : (( إني لأنذركموه , وما نبي إلا أنذره قومه , ولكني سأقوم لكم فيه قولاً لم يقله
نبي لقومه , إنه أعور وإن الله ليس بأعور )) رواه البخاري
وفي صحيحه وعن مسلم عن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه
وسلم (( ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب , ألا إنه أعور وإن ربكم ليس
بأعور , وإن بين عينيه مكتوب كافر ))
وفي سنن الترمذي وسنن أبي داود عن عبدالله بن عمر , أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم , قال في الدجال: ((إني لأنذركموه , وما نبي إلا أنذر به قومه , ولقد أنذر
نوح قومه , ولكني سأقول فيه قولاً لم يقله نبي لقومه : تعلمون أنه أعور, وأن الله ل
يس بأعور))
وفي سنن ابن ماجة وصحيح خزيمة ومستدرك الحاكم عن أبي أمامة عن النبي صلى
الله عليه وسلم , قال(( يا أيها الناس , إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض , منذ ذرأ
الله ذرية آدم أعظم فتنة من الدجال , وإن الله عز وجل لم يبعث نبياً إلا حذر أمته من
الدجال , وأنا آخر الأنبياء , وأنتم آخر الأمم , وهو خارج فيكم لا محالة ))
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ذكر أحاديث كثيرة في الدجال ولكن هذه
بعض الأحاديث التي رويت عنه صلى الله عليه وسلم وسبب ذكره المتكرر لأنه فتنة
ما سمع التاريخ بأعظم منها فهي فتنة عظيمة فعندما يبعث الدجال يصاب الناس بذعر
شديد وهذه الأحاديث المتواترة تدل على عظم أمره فقال بعض الصحابة مازال صلى
الله عليه وسلم يحدثنا عن الدجال حتى ظننا أنه سيخرج علينا من طائفة النخل و قد
وصفه النبي صلى الله عليه وسلم وصفاً لم يصفه نبي قبله فقال أنه أعور العين
اليمنى وعينه كأنها عنبة طافئة وفي رواية أخرى كأنها النخامة في الجدار المجفف ,
مكتوب بين عينيه كافر وفي رواية ك , ف , ر لا يقرأها إلا المؤمن سواءًا كان يقرأ
أم كان أمياً في الشرط هنا الإيمان فإن لم يتوفر شرط الإيمان فلن يقرأ الكلمة ولو
عرف لغات العالم فإن الله لا يهبها إلا للمؤمن , ووضح من صفاته صلى الله عليه
وسلم أنه أقمر, أجال, أعور, ومعناها: تعني أنه البياض المستقبح وهو القريب من
البرص , وهو شاب كما ذكر صلى الله عليه وسلم , ورأسه كشجرة أي أن شعره
شديد الجعودة , ثم ذكر صلى الله عليه وسلم من أوصاف ولادته أنه ولد من أم وأب
يهوديين لم يولد لهما ولد من ثلاثين عاما , فوجد الصحابة رجلاً من بني اليهود تنطبق
عليه هذه الصفات كلها , فقال ابن مسعود للنبي صلى الله عليه وسلم أن هناك رجلاً
في بني اليهود تنطبق عليه الصفات التي ذكرتها , فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يختل بين النخل أي يمشي على أطراف قدميه خشية أن يحس به ابن صياد حتى
وصل إليه , وقد كان متغطياً ببردةٍ له وكان يتمتم والتمتمة هي الكلام الغير مفهوم
فأقترب النبي صلى الله عليه وسلم ليسمع ما يتمتم به فصاحت به أمه قم يا صاف هذا
نبي الأميين قد أتى , فقام صاف , وقطع خطوات النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان
يريد أن يسمع شيئاً مما كان يقول وهو متلحف بالبردة فقال صلى الله عليه وسلم
ويحها لو تركته لبين , أهو الدجال أم لا , وكان النبي صلى الله عليه وسلم مهتماً
بأمره , فأتى مرة أخرى وبدأ يختل بين النخل فصاحت به أمه , ومرة ثالثة وأيقظته
ورابعة وأيضاً ايقضته ونبهته , فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني قد خبأت لك خبيئاً
فما هو ؟ وهو غلام عمره لا يتجاوز الثلاثة عشر عاماً , ففكر ملياً ثم قال الدخ..
الدخ .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك, وكان قد خبأ له سورة
الدخان , أي أنه كان كاهن من الكهان , بقي ابن صياد بين الصحابة وسأذكر شيء
من ترجمته لنعرف أهو الدجال أم لا؟
بقي ابن صياد في المدينة يلعب مع الصبيان , فأتى النبي صلى الله عليه وسلم إليه
مرة وهو يلعب مع الصبيان , فقال له : أتشهد أني رسول الله؟ ...
فألتفت إليه وقال أنت نبي الأميين ثم رد قائلاً اتشهد أنت أني رسول الله؟
فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله دعني اضرب عنقه !!
فقال صلى الله عليه وسلم : يا عمر إن يكن هو فلم تسلط عليه . وإن لم يكن هو فلا
شأن لك به لأنه من بني اليهود الذين بينهم وبين المسلمين ذمة .
كبر الغلام , وهو (يدعي) الإسلام ولكنه كان باقياً على كهانته , وتزوج وولد له ولد
وهو من رواة الأحاديث , لكنه باقي على كهانته , فيروي أبو سعيد الخدري يقول :
كنت ذاهباً إلى مكة وكان في صحبتنا ابن صياد , فلما رجعنا من مكة قال لي يا أبا
سعيد : إنهم يؤذونني !! يقولون أنت الدجال أنت الدجال والنبي صلى الله عليه وسلك
قال إن الدجال لا يدخل مكة ولا المدينة وها أنا قد دخلت مكة وراجعاً إلى المدينة ,
والنبي صلى الله عليه وسلم قال لا يولد له ولد وأنا قد جاءني غلام , وقال أن الدجال
كافر وأنا مسلم , فيقول أبو سعيد فرفقت لحاله , مع أن أباسعيد مستوحش من
صورته لأنه من رآه قال هذا الدجال , لأنه تنطبق عليه صفات الدجال تماما فهو أعور
العين اليمنى عينه كعنبة طافئة ... , يقول أبو سعيد فرققت لحاله , فذهب ابن صياد
إلى الناقة فحلب حليباً ثم اعطأ أباسعيد من الحلاب , فقال يا أباسعيد : والله إني
لأعرف مكان الدجال الآن ولو خيرت أن أكون مكانه لما منعت ! .
فقام أبو سعيد وأخذ الحلاب وألقاه عليه , وقال قبحك الله لا صحبتني , ومشى هذا في
طريق وهذا في طريق فالرجل هذا دجال من الدجاجلة ولكنه ليس المسيح الدجال ,
ولكن كان بعض الصحابة يقسم أنه الدجال , لأن عمر بن الخطاب اقسم بأنه هو
الدجال أمام النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه , لأنه لم يتبين خبره .
فمفسري الأحاديث قالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتبين خبره لذلك لم ينكر
على الصحابة رضوان الله عليهم , لأنه لم يجزم , وقد أخبر بعض العلماء بأنه اختفى
عام ستين للهجرة , وأيضاً لإبن صياد حصلت له قصة مع ابن عمر رضي الله عنه ,
فمرت كان يمشي ابن صياد في سكك المدينة فنشب بينه وبين ابن عمر خلاف , فأخذ
ابن عمر العصا فضربه فانتفخ حتى سد السكة!! , فهو كاهن كما قلنا سابقاً , فذهب
ابن صياد لحفصة بنت عمر يشكي لها بما فعل فيها أخوها , فلما لقت أخوها قالت
له : مالك ولابن صياد؟ , أما سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
الدجال يغضب من غضبتٍ يغضبها ؟
فكانت تخاف أن يكون هو الدجال , وكان من رحمة الله أن جعل ابن صياد في
المدينة !!
لكي يحفظ الصحابة صفاته نظرياً لكي يرووه للأجيال المتلاحقة فرؤية الشخص عياناً
أفضل من سماعها
والراجح من أقوال العلماء أنه ليس الدجال لما روي في صحيح مسلم أن النبي صلى
الله عليه وسلم جمع الناس في الظهيرة ولم يجمعهم في هذا الوقت من قبل , فقال
صلى الله عليه وسلم : أما إني لم أجمعكم لرغبة أو رهبة وإنما جمعتكم لأن تميماً
الداري , حدثني حديثاً , يوافق الحديث الذي كنت أحدثكم به عن الأعور الدجال , فقال
أخبرني كميمٌ الداري أنه وابن عمومة له تاهوا في البحر شهراً , فرست بهم السفينة
إلى جزيرة , فنزلوا في الجزيرة , فوجدوا دابة كثيرة الشعر لا يعرف قبلها من دبورها
تشبه هيئة الإنسان فقالوا ويحك من أنت ؟
فقالت: أنا الجساسة . أخبروني من أنتم ؟
فقالوا نحن من نصارى جزيرة العرب .
فقالت : أنتم من جزيرة العرب . فقالوا نعم . قالت إذاً فأذهبوا إلى رجل في الدير(الدير
معبد اليهود) فإنه إلى خبركم في الأشواق .
قال : ففزعنا من أمرها حين سمّت لنا الرجل وخشينا أن تكون شيطانه , فذهبوا إلى
الدير يقول فوجدنا رجلاً عظيم الخلقة , قد قيدت يديه إلى رجليه إلى عنقه بالسلاسل ,
أعور العين اليمنى كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم .
فقال الرجل من أنتم ؟ . فقالوا أنت أخبرنا عن شأنك ؟ .فقال: قد قدمتم على شأني
فأخبروني من أنتم ؟
فقالوا نحن من نصارى جزيرة العرب تهنا في البحر شهرا فرسينا على هذه الجزيرة .
فقال : أخبروني عن النبي الأمي هل خرج ؟ . قالوا: نعم . قال أقاتلته العرب ؟ .
قالوا : نعم .
فقال : أما إنه خير لهم أن يتبعوه , ثم قال أخبروني عن بحيرة طبرية ؟
فقالوا : عن أي شأنها تسأل ؟ . قال هل فيها ماء ؟ . قالوا نعم وماءها كثير . قال :
أما إن ماءه سيجف
ثم قال: أخبروني عن نخيل بيسان وعين زغر ؟ قالوا : عن أي شأنها تسأل ؟ . قال:
هل فيها ثمر وهل يشرب الناس من ماءها ؟ . قالوا نعم . قال أما إن العين تكاد أن
تجف والنخيل لا يثمر فيأذن لي فأخرج في الأرض ولا أدع قرية أو مورد ماءاً إلى
وطئته برجلي هذه إلا مكة وطيبة .
فقال صلى الله عليه وسلم وضرب بعصاه على منبره وقال ألا إن هذه طيبة , ألا إن
هذه طيبة , ألا إن هذه طيبة.
ثم أشار جهت الشمال ثم مال نحو الشرق وقال إن الدجال هنا رواه مسلم
فقطع العلماء بأن ابن صياد ليس الدجال .
أما بالنسبة لما أعطي الدجال من المعجزات وكيف يكون مسيرة في الأرض , فيخرج
الدجال بظهور من الجهل, وقلت من العلم , وهذا يدلنا على الحرص على طلب العلم
لكي لا يخرج الدجال فينا , وأنه يخرج إذا قل ذكره على المنابر ومن الملاحظ أنه قليل
ما يتحدث عن الدجال في المنابر , بالرغم من كثرة تحدث النبي صلى الله عليه وسلم
عنه وذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يخرج بعد سلسلة من الفتن وبعد مقتلة بين
المسلمين وينتشر الظلم عند خروجه ويكون المهدي قد بايعه المسلمون ومن المعلوم
أن المهدي يخرج فيجدد الدين الإسلامي ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجورا في
آخر زمنه يخرج هذا الدجال , وفي ذلك الوقت يكون أن الفتن ميزت المسلمين إلى
فسطاطين فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه , وفسطاط نفاق لا إيمان فيه , , فوصف النبي
صلى الله عليه وسلم فتنته تفصيلاً دقيقاً فقال : إنه يمكث في الأرض أربعين يوماً ,
يوم كسنة , ويوم كشهر , ويوم كأسبوع , وبقية أيامه كأيامكم هذه , ومن الغريب في
ذلك الزمن هو تغيره فتبقى الشمس 6أشهر نهارا , و6 أشهر ليلاً , كما قال يوم
كسنة , فعندها سأل الصحابة وهذا يدل على حرص الصحابة على الخير فلم يقولوا
إلى أين نهرب منه أو ماذا نقول له بل قالوا يا رسول الله هذا اليوم الذي كسنة كيف
نصلي فيه! أتجزئنا فيه صلاة يومٍ واحد ؟ قال لا . اقدروا له ومعنى أقدروا له أي صلوا
فيه صلاة ستة أشهر, فنحن مثلاً نعلم أوقات الصلاة وما بينها فنقسمها بحيث نصلي
كل صلاة كوقتها , إلى أن تنقضي أيام الدجال , والدجال لا يدع قرية أو مورد ماء إلا
وطئها بقدمه , فموارد المياه التي في الصحاري التي يردها رعاة الإبل والغنم يأتي
إليها الدجال ويقف فيها ويبدأ يفتن الناس في دينهم . فقال الصحابة كيف يكون مسيره
في الأرض ؟ فقال : كالغيث إذا استدبرته الريح .
معجزات الدجال :
يقول صلى الله عليه وسلم بأن الدجال يأتي على أهل قرية أو قبيلة فيقول أنا ربكم ! .
فيقولون نعوذ بالله منك , أنت الدجال الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ,
فيقول يا سماء لا تمطري . فلا تمطر السماء عليهم حتى قطرة , ويا أرض لا تنبتي فلا
تنبت الأرض , فترجع عليهم إبلهم وأغنامهم بأجوع مما كانوا عليه وأقله درا, يعني
أنها جائعة جداً وهزيلة إلى أن يصبروا فيفرج الله عنهم . ويأتي إلى القوم فيقول أنا
ربكم ! . فيقولون نعم أنت ربنا . فيقول يا سماء أمطري فتمطر السماء , ويا أرض
انبتي فتنبت الأرض فتعود عليهم صالحتهم(أغنامهم و ابلهم) على أسمن مما كانت
عليه وأعلاها درا أي كثيرة الدر , ويأتي إلى الناس ومعه جنة ونار كما قال صلى الله
عليه وسلم , ناره جنة, وجنته نار, ناره سوداء تدخن , فمن ابتلى بناره فليغمض
عينيه وليشرب فإنه يشرب ماءاً باردا , وقال أيضاً أن معه جبلاً من زبد ونهر من
ماء , فيقول للنهر تعال فيأتيه النهر ويأتي الدجال على من يكون في البادية يجهل
الدجال وفتنته وخبره , فيقول للأعرابي المسكين هل إذا أحييت لك والديك تؤمن بي ؟
فيقول نعم . فيمثل له أبويه شيطان وشيطانه بصورة أبويه فالشياطين يخدمون
الدجال , الذي يفتن الناس ويزيغهم عن طريق الحق , فتقول له أمه يا بني اتبعه فإن
هذا ربك , فيتبعه , فإن المعاينة أصدق من الخبر , كما قال إبراهيم عليه السلام لربه
عز وجل ربي أرني كيف تحيي الموتى ,قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي أي
يصل إلى اليقين ويتيقن فيعاين إحياء الموتى معاينة , فقال له تعالى خذ أربعة من
الطير وقطعها وأخلاطها مع بعضها ثم قسمهن إلى أربعة أجزاء وضعهن على رؤوس
الجبال ثم أدعهن فيأتينك سعيا ففعل إبراهيم ورأى الإحياء معاينة فهذه تسمى عين
يقين .
فيكمل الدجال مسيرته وفتنته وهمه أن يصل إلى المدينة فتطرده الملائكة وتصرف
وجهه إلى القدس حيث مهلكه هناك , فيأتي إلى المدينة ويخيم عند سبخة الجرف , ثم
يبث جنوده , وقد تبعه من يهود اصبهان التي في إيران سبعون ألفا , عليهم الصيالبة
أي شعار اليهود , فهؤلاء هم جنوده الخاصين فيأتون في المدينة فينتشرون في
الأطراف , فترجف المدينة ثلاث رجفات , وهذه الرجفات هزات , فأما المؤمن فيزداد
إيماناً مع كل رجفة , وأما المنافق فيزداد هلعاً , ويخرج كل من فيها من منافق
وكافر , فلا يبقى في المدينة منافق , فيخرجون من المدينة ويذهبون إلى سبخة
الجرف حيث وجود الدجال فيكفرون كفراً صريحاً بالله عز وجل , ولا يبقى في المدينة
إلا الصالحون , فلا يدعي أنه من كان في المدينة أنه , بعيد عن فتنت الدجال , ولكن
الشرط هو الإيمان والصلاح فيجتهد الإنسان في الصلاة والعبادة وهذا هو الشرط ,
ويكون من بين من في المدينة رجل صالح هو خير الناس أو من خير الناس , وكان
الصحابة ليس عندهم طول أمل بل كانوا يضنونه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فالصحابة ليسوا مثلنا فنحن إذا ذكر الدجال قلنا أن الدجال أمره بعيد وفتنته بعيدة
ولكن الصحابة رضوان الله عليهم ليس عندهم طول الأمل كما هو حالنا بل كانوا
يظنون أنه قريب منهم وسيخرج فيهم , فيقول الصحابة أنهم كانوا يضنونه عمر بن
الخطاب حتى مضى في سبيله أي توفي , يخرج هذا الشاب فيأخذه أهل السلاح
فيوجعوا ظهره وبطنه ضرباً حتى يكادوا يقتلوه , فيقول كبيرهم دعوه , ألم ينذركم ربكم
يعني الدجال أن لا تقتلوا أحداً حتى يراني , فيأتون به يسحبونه إلى الدجال , فيقول له
الدجال ألا تؤمن بي ؟ فيقول الشاب : والله إنك الدجال الذي أخبرنا عنه النبي صلى
الله عليه وسلم خبره , فيقول الدجال لمن معه ارأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته اتشكون
بعد "بي" ؟ فيقولون : لا . فيأتى بالمنشار فيقطعه من رأسه إلى قدميه , فيقع
قطعتين على المطلوب فيرى الدماء والمخ رجل مقطوع نصفين ترى جسمه مقطوع
نصفين , فيمر الدجال من بينهما فيقول قم , فيلتحم الشاب ويحيى بإذن الله , يتهلل
وجهه ضاحكاً , فقال هذا الشاب وهو يضحك والله ما ازددت إلا إيماناً بأنك الدجال ,
فلماذا يضحك الشاب؟ انه كان يضحك تصديقاً لحديث نبينا صلى الله عليه وسلم , أنه
سوف يضحك , وهذا يدل على البشارة بأنه هو الشاب الذي أخبر عنه وأنه من أصلح
الناس , فيريد الدجال أن يضرب عنقه , فيحول الله ما بين رأسه إلى ترقوته نحاساً ,
فإذا هو يضرب النحاس , فيأخذه الدجال ويرميه في ناره ويدخل الجنة , فهذا هو خير
الشهداء وخير الناس كما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم , فلا ينبغي للمرء أن
يقول يمكن أن أكون ذلك الشاب أو ينال تلك الشهاده , فلا يذهب أحد إلى الدجال
ويقول أنت الدجال فإذا ذهب فإنه يكفر بالله ويؤمن بالدجال والعياذ بالله ولابد ممن
يعيش في تلك الفترة ويرى رجلاً يقول أنا سأذهب فلينهه عن ذلك وليقل له لا تذهب
فإن الشاب المذكور في الحديث يأتيه أمر من الله عز وجل بطريقة أو بأخرى فيخبره
بأنه هو المقصود , حتى أن أصحابه الذين في المدينة يأمرونه بالجلوس ولكنه يأبى
عليهم ويذهب , ثم بعد هذه الحادثة تصرف الملائكة وجه الدجال إلى جهة الشام وبيت
المقدس , حيث يكون هناك مهبطه , فيسعى إلى هناك ويدخل بيت المقدس ويكون
المهدي آنذاك قد رجع من فتوحاته , وتكون فتوحاته قد بلغت القسطنطينية وروما (في
ايطاليا) والبندقية التي نصفها في البر ونصفها في البحر , فيحاصرهم الدجال ويشتد
عليهم الحصار , بعد ذلك يأتي وقت عيسى عليه السلام , فينزل عيسى عليه السلام
على جناح ملكين , كما قال صلى الله عليه وسلم , عند المنارة البيضاء الشرقية
لجامع دمشق (الجامع الأموي) , فالنبي صلى الله عليه وسلم حدث به قبل أن يبنى ,
وقبل أن تفتح الشام أصلاً , وبني الجامع على الوصف الذي وصفه النبي صلى الله
عليه وسلم , و لايزال حتى الآن له منارة بيضاء شرقيه ولا زال الناس في الشام
يحافظون عليها لأنها كما يقولون تراث لهم , فينزل عندها عيسى عليه السلام ,
ويقول صلى الله عليه وسلم أنه ينزل على ثوبين أصفرين , إزار ورداء , قالوا يا
رسول الله كيف نعرفه , صفه لنا ! . فقال : هو رجل ربعة من الرجال , وله حمرة ,
رأسه يتحدر منه ماءاً , أو مثل الماء, وهو لم يمس ماء , سبط الشعر أي انه ليس
جعداً , ثم قال عليه سيما الأنبياء , إذا رأيته عرفته , فينزل عليه السلام ويذهب به
إلى بيت المقدس , فيأتيهم عيسى في صلاة الفجر, ويدخل عليهم وهم في محنة
وكرب , قد أذن لصلاة الفجر , وينتظرون أن يقام للصلاة , فيسلم عليهم , فيقولون
هذا صوت رجل فينظرون فإذا هو عيسى عليه السلام , فيتباشرون به , ويبشرهم
عيسى بمنازلهم من الجنة , ويقول لهم أقيموا الصلاة , فتقام الصلاة , فيقول المهدي
تقدم يا روح الله أو يا كلمة الله , فيقول لك أقيمت الصلاة , فيصلي المهدي ويصلي
خلفه عيسى ابن مريم , فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم منا (يعني نحن آل
البيت) من يصلي خلفه عيسى ابن مريم أي المهدي , وبعد الصلاة يفتح الباب , أي
باب المقدس الذي هم فيه , فيفتحون الباب , فتقع عين الدجال على عيسى ابن مريم ,
فيبدأ يذوب الدجال كما يذوب الملح في الماء , ويفر هارباً وهو يذوب , ويلحقه عيسى
عليه السلام , فماذا يفعلون هؤلاء الجنود عندما يرون ربهم يهرب , ويرون عيسى
عليه السلام يلحقه ومعه سيف يريد قتله , وهناك مكان بعد المسجد , يشبه الدوار أو
شيء من هذا , فيها شجرة يسمون بابه باب لب , هناك يكون مذبح الدجال , يقول
صلى الله عليه وسلم ولو تركه لذاب حتى مات , ولكن عيسى عليه السلام يلحقه
ويقتله ليريهم دمه , فيتفرق اليهود خلف الشجر والحجر , يختبئون من المسلمين ,
فيومئذ ينطق الشجر والحجر, ويقول يا عبدالله يا مسلم , تعال فإن خلفي يهودياً
فاقتله , إلا شجر الغرقده فإنه من شجر اليهود , واليهود يكثرون من زراعته الآن
لأنهم يعلمون أنه سيحصل لهم هذا , فبعد هذه المقتلة أو المذبحة يحكم المهدي ما
بقي له , وبعد وفاة المهدي يحكم عيسى عليه السلام , يحكم أربعين سنة , منها تسع
سنين تخرج فيها الأرض خيراتها , ولا يرى بين اثنين عداوة , وهذه التسع سنين في
آخر عهد عيسى عليه السلام , وأما في أول عهده يخرج يأجوج ومأجوج وهذا هو
موضوع الدرس القادم بإذن الله ولكن بقي لنا نقطة مهمة
ذكرنا في هذا الموضوع تفصيلات فتنة الدجال ولكن كيف يقي المسلم نفسه من
الدجال فنقول يقي المسلم نفسه من الدجال وفتنته , وهذا أهم من الموضوع كاملاً ,
فنقول أن الإنسان يقي نفسه من الدجال وشره وفتنته بالعلم بالدجال وبأخباره وهذا ما
استفدناه من الموضوع , وأيضاً الإيمان لأنه بالإيمان تقرأ ما في جبينه (أي الدجال)
وبالإيمان توقى فتنته , وأيضاً يقول صلى الله عليه وسلم من ابتلي منكم في الدجال
فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف , وأيضاً قال صلى الله عليه وسلم (من قرأ عشر
آيات من سورة الكهف أو قال "من أول سورة الكهف أو من آخر سورة الكهف" وقي
فتنة الدجال ) ويقول بعض علماء الحديث بأن هناك أحاديث ضعيفة ولكن حسنه
العلماء فيقولون من قرأ قي كل جمعة سورة الكهف وقي الفتنة التي بينها وبين
الجمعة الأخرى ولو كانت فتنة الدجال فيها لوقاه الله شرها , وأيضاً ينبغي على
الإنسان أن لا يذهب إليه ولا يأتيه بل ينه عنه , وأيضاً من الأسباب التي تقي المسلم
فتنته البقاء في مكة أو المدينة لأن الدجال لا يدخل مكة ولا المدينة كما مر معنا ,
وأيضاً مما يقي من فتنة الدجال (الدعاء) فعلمنا صلى الله عليه وسلم أن نتعوذ من
أربع في التشهد وبعض أهل العلم أوجبها فيقول المصلي بعد الصلاة على النبي في
التشهد (اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا والممات , وأعوذ بك من فتنة المسيح
الدجال , ومن عذاب في القبر وعذاب في النار ) ففي الحديث فتنة المحيى ومن فتن
المحيى فتنة الدجال ولكنها خصة لعظمتها , ولا نقول أن النبي خص المسيح الدجال
وبينا فتنته أن أمر القبر هين بل أن فتنة القبر عظيمة ففي صحيح البخاري قال صلى
الله عليه وسلم ( إنكم تفتنون في قبوركم قريباً أو مثل فتنة المسيح الدجال) فلا يعتقد
المرء أن عذاب القبر أسهل من فتنة المسيح الدجال بل يأتيه ملكان أسودان ازرقان
فيقعدانه فيسألانه من ربك ومادينك وما الرجل الذي خرج فيكم , فإن كان مؤمنا
فيجيب عليهم وإن كان منافقاً أو مرتاباً فيقول هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون
فقلت مثلهم , فيضرب بضربة من حديد فيسمعه كل من يليه أي قريباً منه ما عدا
الثقلين الإنس والجن , أما ما يقال أنه يسمعه من في الأرض فهذا غير صحيح وغير