الأفيون(Opiates)
أن كلمة أفيون مشتقة من الكلمة اليونانية(opium) التي تعني عصارة المورفين وهي عصارة نبات الخشخاش (papaver somniferum) ويتم الحصول عليها بعد تشريط الثمار الخضراء تشريطات عرضية وتركها تنزف العصارة ليلا ًثم تجمع في الصباح وتجعل في عجينة بنية اللون ذات رائحة مميزة لوجود حمض الميكو*** (meconic acid). وقد استخدم الأطباء العرب القدامى الأفيون لعلاج الإسهال، وفي عام 1803م تمكن كيميائي ألماني من فصل المورفين من الأفيون واشتق اسم المورفين من Morpheus أو إله الأحلام عند الإغريق وتلا ذلك فصل عدد آخر من أشباه القلويات (alkaloids) والتي من أهمها الكودايين والبابافيرين، وبعد ذلك تمت معالجة أشباه القلويات المستخرجة من الأفيون كيميائياً للحصول على مركبات جديدة مثل الهيرويين والأبومورفين والنالورفين، ثم تلا ذلك مركبات أخرى مخلقة كيميائياً بالكامل بغرض استخدامها طبياً مثل الميبريدين (meperidin) والبيتيدين (pethidin) والميثادون (methadone) وتأثير هذه المركبات مشابه لتأثير المرفين وإن اختلفت حدة بعض التأثيرات ومدتها عن المورفين. وتأثير المورفين يكون بصفة أساسية علي الجهاز العصبي المركزي فيؤدي إلي الهدوء والنوم وتسكين الألم وهو مثبط لمركز التنفس والسعال ولمركز وتنظيم الحرارة مما يؤدي إلي الهدوء والنوم وتسكين الألم وهو مثبط لمركز التنفس والسعال ولمركز تنظيم الحرارة مما يؤدي إلي خفض حرارة الجسم ، وكلها أعراض مباشرة للتثبيط الذي يصيب الجهاز العصبي. وللمورفين بعض التأثيرات المنشطة لبعض مناطق الجهاز العصبي ويظهر ذلك في صورة غثيان وقيء وضيق حدقة العين وهبوط في سرعة نبض القلب.
استخدامات المورفين الطبية:
1- مسكن قوي في الحالات شديدة الألم مثل انسداد الشريين التاجية والحروق وبعض العمليات الجراحية وفي المراحل المتقدمة من السرطان.
2- حالات الصدمة
3- فشل القلب وأديما الرئتين والجرعة السامة 2-5 جرام من الأفيون الخام ، 1و0 – 5 و0 جرام من المورفين.
التسمم الحاد بالمورفين:
يحدث نتيجة تعاطي جرعات زائدة ، سواءً أثناء العلاج أو بغرض الانتحار أو أثناء تعاطيه كعقار للإدمان.
الأعراض:
تظهر بعد نصف ساعة إذا تم تناول العقار عن طريق الفم ، وبعد دقائق إذا تم تناول العقار عن طريق الحقن ، وهي تتجلى في صورة سبات (غيبوبة) مع ضعف في التنفس كما ينخفض ضغط الدم ويبطأ النبض مع قوته ويشحب الجلد مع زيادة إفراز العرق وتضيق حدقة العين بدرجة كبيرة فتصبح في حجم رأس الدبوس وينتهي الأمر بالوفاة نتيجة شلل المراكز العصبية وخاصة مركز التنفس.
العلاج:
يراعى أولاً عدم انسداد المجرى التنفسي بشفط السوائل ، ومساعدة عملية التنفس بالأ**جين أو بالتهوية الصناعية ، كما يتم غسل المعدة حتى ولو بعد ساعات عديدة من تناول المورفين حيث يستمر إفرازه في عصارة المعدة ، ويعطى الترياق الفيزيولوجي المعروف باسم النالو**ون (Naloxon) بالوريد بجرعة مقدارها 4و0 مجم ويمكن تكرارها إذا لزم الأمر.
التسمم المزمن بالمورفين:
ينشأ هذا النوع من التسمم نتيجة تعاطي العقار بصفة متكررة حيث يمضغ الأفيون الخام، أما المورفين فيؤخذ عن طريق الحقن وأما الهيروين فقد شاع استخدامه كمسحوق للاستنشاق ، وغالباً ما يكون مغشوشاً بمواد أخرى مثل أقراص الأسبرين المطحونة.
الأعراض:
تبدأ أعراض التسمم المزمن بالانحلال التدريجي لقوى الجسم والعقل فيصبح المزمن مهملاً لنفسه ، قليل التركيز ، فاقداً اهتمامه بنفسه وصحته وأسرته ، كما يختل عمله ويلجأ إلى كثرة التغيب والإهمال في العمل ، ويصاحب ذلك اضطرابات هضمية كفقد الشهية والإمساك وفقد الوزن ، كذلك تظهر ارتعاشات عضلية وتتعثر الخطى وتستمر حدقة العين في التضييق كما تظهر على المريض آثار الحقن المتكررة بأوردة الذراعيين والساقين ، ويصاحب ذلك ضعف في القدرة الجنسية في الرجال واضطراب الطمث في النساء. والتعود (dependence) على العقار في هذه الحالة يكون نفسياً وجسدياً معاً ، بمعنى أن المدمن لا يستطيع أن يصبر على عدم تعاطي العقار وإلا أصابته حالات هياج شديدة قد يرتكب خلالها أبشع الجرائم من أجل الحصول على العقار أو المال اللازم لشرائه ، وإذا مرت عدة ساعات دون الحصول على العقار تبدأ الأعراض الإنسحابية (withdrowal symptoms) وهي قد تكون بسيطة في البداية حيث تبدأ بزيادة سرعة التنفس يصاحبها زيادة في النبض وارتفاع في ضغط الدم ، وينتاب المريض شعور بالخمول والتثاؤب وتسيل إفرازات الأنف والعين والعرق وتبدأ حدقة العين في الاتساع ثم تتدرج الأعراض إلى قيء وإسهال وتقلصات عضلية وآلام شديدة في العظام والمفاصل ، وتصل هذه الأعراض لذروتها بعد حوالي 3 أيام وفي حالات الإدمان البسيطة قد يتحمل المدمن الأعراض في الانحسار إلى أن تختفي بعد حوالي 10 أيام دون علاج وتختفي فوراً عند أخذ المورفين. أما في حالات الإدمان الشديدة فقد تكون هذه الأعراض فيها شديدة لدرجة أن الإسهال والقيء قد يتسببان في حالة من الجفاف يمكن أن تودي بحياة المدمن ، كما تنتاب المدمن حالات من الهياج والأرق مع محاولته الانتحار.
العلاج:
لعلاج مدمن المورفين والهيروين يجب عزله في مستشفى لعلاج المدمنين والحيلولة بينه وبين المصادر الخارجية للحصول على العقار، ويبدأ العلاج بالتقليل التدريجي للكمية المعطاة مع إعطاء بعض الأدوية المهدئة والغنية بالتغذية والصحة الجسمية والنفسية لمعرفة دوافعه الحقيقية للإدمان.
ونكمل معا الموضوع ..
الكوكايين(Cocaine)الديجيتال (Digitalis)
يستخرج جليكوزيد الديجيتال (digitalis glycosides) من أوراق نبات معروف بالدجيتال الأرجواني (digitalis purpurea) ويستخلص منه مواد كثيرة أهمها الديجو**ين (digoxin) والديجتو**ين (digitoxin) وهي تستعمل في الطب كمقوية لعضلة القلب ومنظمة لضرباته كما أنها تدر البول ويحدث التسمم بالدجيتال عادة من الأدوية الجاهزة نتيجة تناول جرعات كبيرة إما عن طريق الخطأ أو كوسيلة للانتحار ولهذا الدواء خاصة التراكم (accumulation) في الجسم مما يزيد من سميته والجرعة السامة 10 ملليجرام للديجيتو**ين و5 ملليجرام للديجو**ين.
الأعراض:
تبدأ الأعراض بعد عدة دقائق أو عدة ساعات من أخذ الجرعة السامة علي هيئة غثيان وقيء يعقبه ألم في البطن وإسهال ثم تباطؤ في ضربات القلب وقد يصاحبه اضطرابات نظم القلب بكل أنواعه كما يشكو المريض من الصداع ويعاني من الهلوسة وعدم الإدراك والدوار ويصبح حساساً للضوء ويرى الصورة مزدوجة (diplopia) وتصير الألوان غير طبيعية ويبطأ التنفس ويصير شخيراً ثم يذهب في نوم عميق يعقبه السبات والوفاة.
المعالجة:
وقف الدواء فوراً ونقل المريض إلي غرفة العناية المركزة مع العناية بالتنفس ويجب عمل غسل للمعدة يسبقه إعطاء مسحوق الفحم المنشط. وينبغي العمل كذلك علي المحافظة علي المعدل الطبيعي للبوتاسيوم في الدم وفي المراحل الأولي من التسمم حيث يكون النبض بطيئاً تعطى سلفات الأتروبين ( 2 ملليجرام بالعضل ) ثم يعطى علاج لاضطراب نظم القلب ويجب العمل علي سرعة إفراغ السم من الجسم بإعطاء مضاد الديجو**ين المعروف بالضد النوعي للديجو**ين(digoxin specific antibody).
الإرجوت (Ergot)
الإرجوت فطر طفيلي ينمو علي كثير من المحاصيل الزراعية التي تعتبر مصدراً مهماً للدقيق كالش*** والقمح وهو يحتوي علي كثير من المواد الفعالة التي تختلف في تركيبها وأثرها علي الجسم ..
وأهمها ما يلي:
1- الإرجوتامين (ergotamine) والإرجومترين (ergometrine): ويحدثان انقباضاً بالأوعية الدموية وتنبيهاً للعصب الحائر كما يكثر استعمالهما في تنشيط عضلات الرحم أثناء الولادة وفي علاج الصداع النصفي.
2- بروموكريبتين (bromocriptine): ويعمل على جفاف اللبن في ثدي الأم.
3- الإرجوت المهدرج (hydrogenated ergot): ويعمل على توسيع شرايين المخ أيضاً.
4- حمض الليسيرجيك (LSD): ويتعاطى كعقار للهلوسة.
ويكون التسمم بالإرجوت إما حادة وإما مزمناً. والتسمم الحاد يكون عرضياً عادة نتيجة استخدامات الطبية وخصوصاً في المرضى اللذين يعانون من أمراض الكبد والكلى وأحياناً يكون جنائياً عندما يستخدم في الإجهاض الجنائي. والجرعة السامة 10 جرام من الإرجوت الخام.
أعراض التسمم الحاد:
غثيان وقيء وإسهال مع عطش شديد وهبوط مع تقلص العضلات ورعشة وتشنجات وفقد الوعي كما يحدث الإجهاض في الحوامل ويظهر اليرقان والنقط النزفية تحت الجلد وتضيق حدقتا العينين.
المعالجة:
عمل غسيل للمعدة وإعطاء مسهلات وموسعات للشرايين التاجيية مثل النيتروجليسرين كما تعطى مضادات للتخثر.
التسمم المزمن:
ينتج من استعمال المادة الفعالة لمدة طويلة في علاج الصداع النصفي كما يحدث من تناول خبز أو حلوى مصنعة من دقيق ملوث بالفطر الإرجوتي.
ويشكو المريض من غثيان وقيء واسهال مع عطش شديد وتنميل في الأصابع قد ينتهي بحدوث غرغرينا بها، كما يحدث أيضاً بالأمعاء وثمة صورة أخرى من صور التسمم المزمن تتجلى بإحباط وضعف يلي ذلك حدوث تقلصات عضلية يعقبها تشنجات مؤلمة في الأصابع والأطراف وقد تشمل الجذع كله ويصاحب ذلك رؤية مزدوجة وضعف السمع وصعوبة الكلام.
المعالجة:
تعالج الأعراض بإعطاء موسعات للشرايين ومضاد للتخثر كالهيباريين مع الحفاظ على الأطراف نظيفة جافة لمنع حدوث غرغرينا.
حمض الليسيرجيك (LSD): هو مسحوق أبيض عديم اللون والرائحة يحضر من الإرجوت ويستخدمه بعض الفنانين والرسامين لاعتقادهم بأنهم يكونون أكثر إبداعاً تحت تأثيره ويسبب تعاطيه آثاراً سيئة في نفسية المدمن وتظهر الأعراض خلال نصف ساعة من تناوله وتستمر لعدة ساعات وقد تصل ثلاثة أيام وهو يعرف بعقار الهلوسة.
والأعراض هي اضطراب الإدراك وتغير في التفكير والمزاج ويظل الشخص في يقظة ولكنه يشعر كما لو كان يحلق بعيداً في القضاء ويكون منفصلاً عن عالمه مع اضطراب في تقدير الوقت.
الإستركنين (strychnine)