الطالبة عمشاء فالح السبيعي
م : 50مكتبات 261
الدكتور : أحمد فرج .
تمثل دراسات استخدام المكتبة الجامعية جانباً مهماً من دراسات المستفيدين .
وتهدف مثل هذه الدراسات إلى معرفة احتياجات المعلومات للمنتمين إلى الأوساط الأكاديمية , ومن ثم تطوير وتحسين الخدمات المكتبية لكي تتلاءم مع الاحتياجات المعلوماتية لمنسوبي الجامعة من طلبة وأساتذة وباحثين .
ولقد بدأت دراسات استخدام الطلبة للمكتبات الجامعية في الظهور منذ الثلاثينات الميلادية ويلاحظ على الدراسات الأولية في المجال أنها قد امتازت بسطحيتها وببساطتها وكما امتازت بتركيزها الشديد على سجلات الإعارة كمعيار أساسي لتقوم مدى استخدام الطلبة للمكتبة الجامعية وبديهي أن تفتقر تلك الدراسات الأولية إلى التعمق في تحليل سمات المستفيدين والدوافع المؤدية لاستخدامهم أنو لعدم استخدامهم للمكتبة .
وفي نهاية الخمسينات الميلادية بدأت تظهر بعض الدراسات المتعلقة باستخدام الطلبة للمكتبة الجامعية مع بعض التركيز على المستفيد . حيث تناولت الدراسات التي ظهرت في تلك الفترة بعض موضوعات مثل :
موقف المستفيد من المكتبة : users attitudes toward library
سمات الاستخدام سمات الاستخدام characteristics of use
الأسباب الدافعية لزيارة المكتبة .
وكذلك العوامل والمتغيرات ذات العلاقة باستخدام مختلف أنواع المواد .
وقد رأينا العديد من دراسات استخدام المكتبة الأكاديمية بواسطة الطلبة والتي ظهرت إلى عالم النشر منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان , ومنذ ذلك الحين تطورت تلك الدراسات من تحليلات بسيطة لسجلات المستفيدين إلى دراسات أكثر عمقاً وأكثر محاولة لتحليل العلاقة بين المستفيد والمكتبة , واستكشاف العوامل التي قد توثر في عملية الإفادة من الخدمات التي تقدمها المكتبة ولعلنا نلاحظ أن أسلوب المنهج المسحي كان هو المنهج الأكثر استخداماً في تلك الدراسات كما أن معظم المعلومات تم تجميعها عن طريق الاستبانة أو المقابلة الشخصية .
وإذا كانت معظم دراسات الاستخدام السابقة قد أجريت في العالم الغربي وبصفة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية فما أحوج العالم العربي لمثل تلك الدراسات التي تكشف عن دور المكتبة في الحياة الأكاديمية للمنتمين للوسط الجامعي . ومما يؤكد الحاجة لمثل تلك الدراسات في المحيط العربي أن المستفيد في البيئة العربية مختلف تماماً عن المستفيد في البيئة الغربية من حيث نمط سلوكه في استخدام المكتبة ومصادر المعلومات الأخرى . فالظروف الاجتماعية والنظام السياسي والاقتصادي والتعليمي كلها عوامل تؤثر في سلوكه الشخصي وفي كيفية حصوله على المعلومات المطلوبة . ولذلك فإن نتائج دراسات استخدام المكتبة المطبقة في ا لعالم الغربي قد لا تكون قابلة للتطبيق بشكل مباشر في تطوير خدمات المكتبة الجامعية في العالم العربي نظراً لاختلاف الظروف السائدة ولاختلاف الأنماط السلوكية للمستفيد في كلا المحيطين . ولكن هذا لا يمنع أن مثل تلك الدراسات قد تمدنا بنماذج ومقترحات من الممكن تطبيقها على المستفيد العربي .
ومن هذا المنطلق فيفترض في الباحثين العرب الإفادة نم النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة بغض النظر عن المكان الذي طبقت فيه , ومن تلك الدراسات يمكن صياغة بعض الفروض للتحقيق منها ومن ثم قبولها أو رفضها . ونشير هنا إلى أن مقارنة المستفيد العربي بنظيره الغربي يعد أمراً مرغوبا فيه ويحقق للمجال خدمة لا يستهان بها ويمكن في هذا الصدد استخدام منهج الدراسات المقارنة comparative studies والذي يعد أحد مناهج البحث العلمي المطبقة في مجال المكتبات والمعلومات.
كما يلاحظ أيضاً على دراسات استخدام المكتبة الجامعية افتقارها إلى الدقة في تعريفها للمصطلح ( استخدام المكتبة ) فلفظ الاستخدام يعد لفظاً واسعاً تدخل تحته العديد من الأنشطة مثل تصفح المواد المكتبية على رفوف المكتبة , القراءة داخل المكتبة , استعارة كتب وقراءتها خارج المكتبة , استخدام المكتبة فقط لقراءة كتب المستفيد الخاصة بمدرسته أو عمله , سؤال أمين المكتبة عن بعض المشكلات المرجعية , وكذلك مجرد الحضور إلى المكتبة لمقابلة الأصدقاء أو لقراءة الصحف اليومية , كل هذا الأنشطة وأمثالها تندرج تحت مظله استخدام المكتبة , فعدم الدقة في استخدام هذا المصطلح يسبب مشاكل عديد للباحثين الذين يريدون أن يبنوا معرفتهم عن المستفيد على دراسات دقيقة وواضحة .
وثمة ملاحظة أخرى جديرة بالاهتمام وهي أن معظم الدراسات السابقة قد ركزت على المستفيدين الذين يمكنهم الرجوع إلى المكتبة للبحث عن مصادر المعلومات وأهملت غير المستفيدين والذين لسبب أو لآخر لا يمكنهم الرجوع إلى المكتبة أو لا يعيرونها أصلاً أي اهتمام عند البحث عن المعلومات , وبعبارة أخرى فإن أهم نقاط الضعف في مثل تلك الدراسات هي عدم دراستها للمستفيد في محيطة الواسع والذي يشمل العديد من قنوات المعلومات بما فيها المكتبات . ولذا نجد أنه من الطبيعي بالنسبة للدراسات الحديثة الاتجاه نحو دراسة المستفيد من منظور معلوماتي يشمل المستفيدين وغر المستفيدين من المكتبة الجامعية , والسؤال الذي يثار الآن هو : ما الذي نعرفه عن غير المستفيدين وعن دوافع الاستخدام وأخيراً فما يؤخذ على أغلب دراسات استخدام المكتبة الجامعية أنها لا تعطي تفصيلاً للمواد المكتبية التي يستخدمها الطلبة داخل أو خارج المكتبة فنحن لا نعرف نوعية تلك المواد : هل هي مثلاً صحف أم مجللات أم كتب مرجعية أم كتب محجوزة أم مواد سمعية وبصرية ؟. مثل هذا التفصيل يعطينا فكرة عما يجب أن تكون عليه سياسية التزويد وترشيد عملية الشراء بالمكتبة وكذلك التركيز على بعض المواد التي تتوقع استخدامها أكثر من غيرها . كما أننا لا نعرف من تلك الدراسات كيفية تعامل المستفيدين مع أنظمة المكتبة ومدى معرفتهم بأنظمة الفهرسة والتصنيف المتبعة في المكتبات ثم هل يعود المستفيدون إلى المواد المكتبية بأنفسهم أم عن طريق المكتبي ؟ وهل ه بحاجة إلى إرشاد للإفادة من المكبة ولذلك يمكن أن نقول باختصار شديد جداً أنه نظراً لما يكتنف دراسات الاستخدام هذه من قصور المنهج وعدم وضوح في المصطلحات المستخدمة فإنه يتعذر الاعتماد عليها في اتخاذ قرارات متعلقة بالتخطيط لخدمات المكتبة الجامعية , كما أنا لا تقدم للمكتبيين العالمين تصوراً واضحاًَ ودقيقاً عن دور المكتبة الجامعية في حياة المنتمين للأوساط الأكاديمية.