بسم الله الرحمن الرحيم
عنوان الباقة القصصية : ( مـــــوت الـــشــــرف)
تـــألــــيــــف: (سلام محمد أبو اليسر حج مصطفى )
الـــفــكــرة في هـذه الــقــصــة: ( تسليط الضوء على معاناة المرأة التي تعيش بمنزل فيه متعاطي للخمر والمخدرات)
هذه الباقة القصصية مقدمة:
( لتكن ثلاث حلقات مختلفة من مسلسل الساكنات في قلوبنا ).
?
الحلقة الأولى :موت الشرف الجزء الأول.
في أسرةٍ غنية وذات مركز اجتماعي مرموق ,ولدت قضية هزت المجتمع وتألم لها كل من سمع بها ,كانت هذه الأسرة تتكون من خمس فتيات في عمر الزهور تتراوح أعمارهم ما بين ال17 و23سنه ,وأخان والوالد والأم كانت متوفاة,كان الوالد كثير الغياب عن المنزل بسبب أعماله وتجارته يغيب عن المنزل بالشهور وأغلب تواصله مع أبنائه عن طريق الهاتف النقال ,وكان أبنه الأكبر هو شبه المسؤول بعد والده عن إخوته ويدير بعض أعمال والده, والأخر وهو الأصغر فكان الدلال والبذخ وكثرة المصاريف هي حياته والسفريات والسهر والرفقة الفاسدة هي كل ما يدور في يومياته ,وكان الأخوات يقضون وقتهم مع بعضهم ما بين المذاكرة والتلفاز والسمرة وكانوا وحيدات معظم وقتهم بسبب غياب الوالد في أعماله وغياب الأخ الأكبر أيضا لتوليه إدارة بعض أعمال والده ,أما الأخ الأصغر فكان حضوره وغيابه غير معلوم بسبب حياته المنقلبة ,وذات يوم كانت الفتيات مجتمعات في صالة الجلوس يشاهدن التلفاز في وقت متأخر من الليل والأب مسافر والأخ الكبير كان لديه مراجعه لبعض الحسابات في مكتب والده ,والصغير كان في رفقته الفاسدة مابين الشرب للخمر وتعاطي المخدرات
وعند عودته دخل الأخ الصغير للمنزل وهو في حاله من السكر وفقدان الوعي التام والترنم بكلمات غريبة والدندنة وأراد الذهاب لغرفته فسمع صوت ضحك أخواته في الصالة ,فشد انتباهه وجودهم في الصالة وتحركت غريزته الحيوانية فذهب إلى الصالة ورآهم مجتمعين ويضحكن ويتكلمن ,فأحس برغبة تعتري جسده وروحه الخبيثة ,وأقترب منهم فأحسسن البنات بخوف منه واستغربن من شكله ونظراته الغريبة التي كانت تتسلط على أجسادهن من أعلاها لأسفلها , وهَمَّ بالاقتراب منهن أكثر فأكثر ,وبدأ تساؤل البنات ما بك ما بالك أنت صاحي ؟هل أنت شارب شئ؟
أنت بعقلك ؟ وبدأن الصراخ فهجم عليهن محاول الإمساك بإحداهن فركضن الفتيات من أمامه ,لكنه ازداد وحشيه وإصرار على الحصول على إحداهن للاعتداء عليها
وقَََََمن الفتيات بالصعود للطابق العلوي والصراخ والاستغاثة
فدخلنا مسرعات إلى غرفتهن وقفلن الباب على أنفسهن وفي هذه الأثناء , كان هو ما زال
يلاحقهن وكانت إحداهن لديها جوال, فقامت بالاتصال على أخيها الأكبر والصراخ والبكاء مستجيرة به, وتخبره بأن أخاه الأصغر يحاول الاعتداء عليهن وطلبت منه الحضور مسرعا,
وإذا بالأخ الأكبر يفجع مما سمع على الهاتف ويقوم بأخذ مسدسه من درج مكتبه , والركوب بسيارته مسرعا وهرعا لإخوته من فاجع ما سمع
,وقبل وصوله كان الصغير يحاول خلع الباب عليهن بكل قوته والبنات بالداخل يصرخن ويستجرن وهو يصرخ قائل افتحوا الباب هيا قمن بفتحه ويهددهن ,ومن كثر المحاولة انخلع الباب معه ودخل عليهن فحاول البنات الدافع عن أنفسهن فقاموا برمي أغراض بوجهه, ومحاولة رميه أرضا ليستطعن الهروب من أمامه للأسفل فسقط , من محاولاتهن وخرجن من الغرفة مسرعات للأسفل ,وكل واحده منهن اختبأت في مكان ,منهن من اختبأت تحت طاولة المطبخ والأخرى اختبأت في غرفة الجلوس خلف الستارة ومنهن من اختبأت خلف الباب ومنهن من خرجت إلى حديقة المنزل واختبأت خلف شجرته وبقيت واحده يلاحقها من مكان لمكان بالمنزل ,وهي تصرخ مذعورة والفتيات يبكين وهن يسمعن الصراخ ,ولكن لا يستطعن مساعدتها إلى أن سقطت بيده وهي تحاول بكل الطرق أن تقاومه وتفلت من يده لكنه كان ما بين ضربها ومحاولة تمزيق ملابسها وهي تستجير به قائلة أنا أختك اصحي ارجووووك !!!حراام عليك ياربي!!! وفي هذه الأثناء كان الأخ الأكبر قد وصل وإذا به يرى الفاجعه بين عينيه, ليرى أخاه على هذه الهيئة فوق أخته محاولا اغتصابها والفتاه تستجير , فما كان من الأخ إلا أن اخرج مسدسه وقام بإطلاق رصاصه على رأس أخيه فقتله , وذعرن الفتيات وهموا بالبكاء حول الأخ الأكبر والحزن عليه وانهار الأخ من شدة ما حصل واتصل على الشرطة واخبرهم بما جرى وتم اعتقاله , وإثناء قدوم الشرطة اتصل الأخ على والده واخبره ماذا حصل وانه قتل أخيه الأصغر, واخبر أباه قائلا إنني لست نادم على ما جرى يا أبي وإن أردت الصفح عني أو لم ترد فأنا لست نادم المهم أني أنقذت أخواتي , فعاد الأب من سفره مسرعا وفهم جميع ما جرى من بناته واتجه نحو الشرطة واسقط حقه اتجاه ابنه الأكبر , معلناً انه لو كان مكانه لكان تصرف بنفس الطريقة .
انتهت
?
الحلقة الثانية :موت الشرف الجزء الثاني.
في قصتي هذي أسلط الضوء على فتاه كانت وحيده عاشت بين 6 إخوة كانوا هم المسئولون عنها بسبب وفاة والأب والأم ,وكانت هذه الفتاه هي الصغرى بينهم وتبلغ من العمر 17 عام وكان إخوتها مختلفي الطباع منهم القاسي بطباعه, ومنهم المادي ,ومنهم المتحجر في تفكيره, ومنهم عديم المسؤولية, وكان الأصغر وهو الأقرب لها بالعمر كان يبلغ من العمر 19 كان هو الحنون عليها والقريب لإحساسها ورفقتها ,وفي يوم من الأيام تقدم لخطبة هذه الفتاه رجل تاجر كان كبير بالعمر يبلغ الـ 65 من عمره ,كان هذا الرجل بينه وبين أخوها الأكبر مصالح أعمال مشتركه وأراد الأخ أن يوطد هذه العلاقة العملية, بعرض عليه موضوع الزواج من أخته , فقبل الرجل التاجر ,واجتماع الإخوة على التشاور بالأمر هذا ,وكانوا جميعا مؤيدين لهذا الأمر, منهم من رأى أنها صفقه مربحه لزيادة أموالهم وتوسيع أعمالهم ومنهم من رأى أنها فرصه للتخلص من عبء مسؤليتها ,وهنا قام الأخ الأصغر معارضا للأمر في وجههم مناديا لهم أين ذهب ضميركم؟ إنها اختنا الوحيدة هل تبيعونها لأجل التخلص منها ولأجل مصالحكم , ودار شجار بينه وبينهم وأصر على موقفه بالمعارضة وانه هو من سيتحمل مسؤوليتها مقابل أن يقلعوا عن رأيهم ,فنظر إليه إخوته بسخرية وأجابوه : كيف تتحمل مسؤوليتها وأنت إلى الأن لم تكمل دراستك وتشتغل!!! ولا يوجد لديك مورد كي تصرف على نفسك لتصرف عليها ونحن من يعولك , فسكت الأخ الصغير متألم أمام مرارة هذه الحقيقة , وخضع بصمت وهو متألم لقرارهم المميت إتجاه أختهم الصغرى , وفي هذه الأثناء كانت الفتاه تستمع لجميع ما دار بينهم خلف باب المجلس , وأدركت بأنها ستسير لدربٍ مجهول العواقب بسبب ظلم إخوتها لها , وتزوجت الفتاة مغصوبة على أمرها من هذا التاجر المسن , وفي ليلة الزواج وعندما دخلا المنزل وأغلق عليهم باب الغرفة اقترب منها التاجر مغازلا لها وكانت تشعر بالنفور الشديد منه لكبر سنه والفارق الكبير بينهم, لكن الأمر لم يتوقف عند العمر لِتُفاجئ الفتاه وهو يستأذنها ليذهب للمطبخ ويجلب زجاجة الخمر وكأسان ويعود , اجل لقد كان الرجل هذا عديماً من الأخلاق فقد كان سكير ومتعاطيا للحشيش عن طريق التدخين وهنا جن جنون الفتاة , لقد رجع من المطبخ وهو يحمل الخطيئة بين يديه ويجبرها على الشرب معه من الخمر طالبا منها ذلك بحجة كي يحلو الجو أكثر!! ويصبحا في جو رائع لن يخلق إلا بشربهم هما الاثنان من هذا المنكر, وقام بإخرج سيجارة الحشيش مع الشرب واشعالها وبدا يترنم الرجل ويجبرها على الشرب معها وهي تبعده, وتقوم بالهرب منه من مكان لأخر , وعندما زاد سكره وبدا بالتعصيب منها لعدم تجاوبها معه بأي شئ, لم يكن أمام هذه الفتاه المسكينة سوى الهرب من المنزل مستغلة وضعه بأنه اصبح غير قادر على مسكها من كثر سكره , وخرجت مسرعه هاربه من المنزل باتجاه منزل إخوتها وإثناء هروبها وجدت بقالية صغيره فاستفسرت عن وجود هاتف بها واتصلت بأخيها الأصغر للمجئ لأخذها وهي تبكي وتستنجد به ,وأخبرته عن مكانها فجاء إليها مسرعا , وهو فاقد صوابه وركبت معه السيارة وأخبرته بما جرى فطمأنها واخبرها انه لجانبها ولن يسمح لأحد من إخوتها من توبيخها أو الوقوف ضدها أو إجبارها على العوده, واخبرها أنها ستنام في غرفته وفي الصباح يعلم إخوتها ما جرى منعا للشوشرة ولان الوقت متأخر , وفي الصباح استيقظت المسكينة وأيقظت أخاها الصغير وسألته هل اخبر إخوتها عما جرى , فأجابها لا ليس بعد وفجأه تسمع هي وآخاها صراخ في المنزل , إنه الأخ الأكبر يصرخ مناديا لإخوتها لأجل أن يأتوا إليه مسرعين ,لأنه ُفجع من اتصال التاجر زوج أختهم ,لقد اتصل عليه في الصباح الباكر مخبره انه وجد أخته غير عذراء وإنها لم تكن بنت ولذلك هربت من منزله عندما أراد أرجعها إليهم ليلة أمس , اجل لقد كذب هذا الرجل المنعدم الأخلاق ليخلص نفسه من طائلة السؤال ومما كان يَعرض على أختهم من منكر فجعل الأمر منقلب على الفتاه وألقى عليها بتهمه زائفة كي يبقى هو في صوره حميدة , ولكن المأساة هنا أن الأخ صدق ما قيل له ودون أي تأكد, كان صراخه يعلو بالمنزل , واخبر إخوته ما حدث وثارت ثائرة دمائهم ليتوعد لها كل واحد منهم بقتلها ونفيها من الوجود ,وهنا انهارت الأخت من الخوف عند أخيها وهي تسمع وأخبرته أن لا يخبرهم بوجودها فطمأنها وقال لها: أنا سأوضح ما جرى لا تقلقي ستُحل الأمور وتكشف الحقيقة , لم يعلم الأخ الصغير ما ينتظر أخته المسكينة ,وبأن إخوته لم يكونوا أهلاً للمسؤولية منذ البداية , فخرج وهو متفائل بأن فكرهم سيتغير وأنهم سيصدقون ما بين طياته , وخرج إليهم بثقة وقال: أختي بريئه اسمعوا ما حدث, واخبرهم بما جرى و عند انتهائه أجابوه بكل أسف انك أتيت لتضحك علينا بهذه القصه, وهل تصدق أن يفعل الرجل هذا الأمر انه تاجر معروف وذو مكان مرموق , المفروض أن نحمد الله انه لم يقم بفضح اختنا واكتفى بإخبارنا, واذا انت مصدق لها؟!! فهذا لأنك صغير ولا تعرف البنات , لكن نحن مرا على رؤوسنا كثير من أفعالهم, وغير الموت وغسل شرفنا بأيدينا لن نرضى ,أو أنها تعترف من هذا الشاب الذي كانت على علاقة معه ,وسنقوم بتزويجهم, وهنا تفاجأت الفتاه مما سمعت وصدمت لموقف إخوتها , وزاد الرعب بداخلها, وأجمع الجميع على قتلها فدخلوا عليها الغرفة, وضربت لتعترف من الشاب الذي كانت تواعده وهي تبكي وتستجير بهم, بأنها بريئة فحاول أخاها الصغير الدفاع عنها لكنه لم يستطع وحاول أن يبعدهم ولكنهم قاموا بأخذها وحجزها في غرفه للنظر بأمرها وكيف ستكون طريقة قتلها,واستمر أخاها الأصغر بالشجار معهم محاولا إقناعهم بالحقيقة , وفي لحظه من اللحظات قام بتهديدهم انه لو تعرض لها احد منهم بمكروه فسيخبر الشرطة عنهم , وهنا هدأ الإخوة ولكن كان لهدوئهم صمت قاتل و ِفكرٌ خبيث ,كانوا يخططون لطريقة قتلها دون معرفته وفي يوم من الأيام استغلوا خروجه من المنزل لشراء بعض الأغراض, فدخلوا عليها الغرفة واجبروها على كتابة ورقة تقر بها وتعترف بأنها أرتكبت خطيئة وستنتحر بتناول السم, كي تغسل عار إخوتها لأنها كانت فتاه عائبة الأخلاق ,فأيقنت وعرفت المسكينة انه لا جدوى من الحلف والترجي بتصديقها وأنه حان وقت الوداع وأجبرت وهي تبكي دموعا تحرق قلب كل من به رحمه وتستحلفهم أن يصدقونها وأنهم ظالمون لها لكن دون جدوى , كتبت المسكينة ما طلب منها بدموع الظلم الذي اسقط عليها , وبعدها امسك بها إخوتها وألقوا بالسم بداخل فمها فبتلعت الجرعة السامه, وبعدها خرجوا وتركوها تصارع لو حدها ما ألم بها من قدر لا لونه له سوى السواد , وماتت المسكينه وعاد الصغير ليدخل عليها ويجدها ميته وبجانبها الورقه , ويقرأ ما كتبت فيها, ليصرخ
وهو متسائل لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا فعلت هذا ويسقط عند قدميها باكيا على حالها .
إنتهت
الحلقة الثالثة:موت الشرف الجزء الثالث
وهذه القصة أيضا لم تكن اقل من سابقاتها في تعرض المرأة للاضطهاد والظلم , فهذه قصة أختان عاشتا يتيمتان الأبوين بين أخان لهما , لكن هذان الأخوان كانا ممن أضاع عمره بين جسور الشراب والتعاطي للمخدرات , فكانت الأختان المسكينتان منذ وفاة والديهما ُتعانيان من الضرب والخوف,لقد ظلمتا عندما مات الأبوين وُحرمتا من إرثهما لأن الأخوان أغدقا المال على الشرب والخمر والتعاطي للممنوعات, والسهرات القاتلة للضمير والأخلاق, وحرمت الأختان من الزواج أولا بسبب معرفة كل من حولهم بأخلاق الأخوان, والثانية لأن الأخوان كانا يصدان كل من تقدم , وعاشت الفتاتان كل أنواع الخوف مع هذان الأخوان ,كانا يناما مقفلين على أنفسهم أبواب الغرف خوفا من أن يعتديا عليهم وهم بحالة من السكر , كان البيت دائما ملاذا لرفقة السوء , وفي يوم من الأيام حاول الأخوان الاعتداء على أختاهما المسكينتان ,وعند ذلك شرعتا الأختان السلاح في وجههم, فلم يتنحيا فقامت احدهما وأطلقت الرصاص على قدم أخاها, وقاموا بالاتصال على الشرطة , وعندما دخلتا الفتاتان التحقيق اخبروا المفتش عن وضعهم وعن سبب إطلاقهم للنار, فسجنتا لمدة أسبوع بسبب حوزتهم للسلاح دون ترخيص, وعند تحقق الشرطة من تعاطي الأخوان وأنهم غير جديران برعاية الأختان نقلتا الأختان لدار الرعاية التي تخص الأيتام , على أمل أن يلقوا الدعم اللازم هناك
