بقعة من ظلام لامست تلافيف ضيائي
حاولت مسح معالم لغتي الابية
فثارت براكين الحروف ...
وانبثقت اصوات الوجع وزغردت الانفاس
متقطعة..
لاهثة خلف ذلك الوهم الذي انسكب
بوحشية انثى على دروب الطهر
\
في بلادي ُقتِلَ الامل
واغتُصِبت البسمة من على افواه الصغار
قُتِل الربيع ...في عز الشباب
ضاع الصيف على شواطئ النحيب
وانتحر الشتاء عطشا بعد مللٍ
وانتظار...
اما الخريف ..
فلا زال حقيقة نحياها منذ سنين
منذ رحل الجَدُ
وغادرت اصداء صوته تلعنُ زفاف الحبيبة
للغريب
\
عند ذلك المفترق زُرِعَت شجرة سنديان
روتها قطرات التعب التي انسابت على جبين
الراحلين
حركتها رياح النكبة...
وداعبها ذلك الدوري الحزين
ولا زال الناي يعزف الذكرى...
\
ايها الغياب ...
يا غريبا على ارض حِكْتَها وطنا لك ...
والتحفت ثناياها ...
كفاك ...
كفاك...
فعطر زهر الليمون تجمد في العروق
واغصان الزيتون ارهقها الانتظار
كفاك ....
\
كيف هو الوطن يا ساده؟
ما هي ملامحه؟
اي لون واي طعم له
اي نكهة واي رائحة تغلف سماه ...
قولوا
بالله عليكم قولوا
فأرضنا مغتصبة ...
وسماؤنا مصادرة...
ولا نتنفس الا هواء قد مر بمراحل من
التكرير
حتى فقد كل خواصه
\
تَحْبِسُ الدمعة انفاسها ...
توشك على السقوط
تتامل ماضينا الحاضر
وحاضرنا الماضي ...
تنقسم على ذاتها ..
تتبخر حلما ...
فبين الوجع والوجع وجع اخر
وبين الالم والالم الم اكبر منه
\
ولا زال الخريف يتساقط على دروب الحلم
والارض لا تكف عن الدوران ...
وانا هي انا ...
لكن .... !
في كل ذكرى يزداد عمري سنة ...
وتزداد همومي الفا ...
ويزداد بُعْدُ ذلك الماضي الحاضر ...
والحاضر الماضي ...
ويزداد قربه ...!!
وعند تلك التله يقف فجرٌ ...
نراه ولا نراه
نحسه ولا نلمسه
\
\\