هذه الحياة
..نعيشها..تغدق علينا بأيام سعيدة
كما تمطرنا بأيام حزينه..نتعامل معها من خلال
مشاعرنا...فرح..ضيق..حزن..محبه. .كره..رضى..غضب....
جميل أن نبقى
على اتصال بما يجري داخلنا
لكن
...
هل هذا يعطينا العذر أن نتجاهل مشاعر الغير..أن
نجرح مشاعرهم نتعدى على حقوقهم
أو أن ندوس على كرامتهم..؟!!
للأسف هذا مايقوم به الكثير منا معتقدين بأنهم
مركز الحياة وعلى الأخرين
أن يتحملوا ما يصدر عنهم..
قد نخطي ولكن دائماً لدينا الأسباب التي دفعتنا
إلى ذلك..فتجدنا أبرع من
يقدم الأعذار لا الإعتذار
نحن لا نعاني فقط من الجهل بأساليب
الإعتذار
ولكننا نكابر ونتعالى ونعتبر الإعتذار
هزيمة أو ضعف..إنقاص للشخصية والمقام
وكأننا نعيش في حرب دائمة مع الغير
اليوم نجد بيننا من يدعي التمدن والحضارة
بإستخدام الكلمات الأجنبيه sorry/pardonفي مواقف
عابرة مثل الإصطدام الخفيف خلال المشي
ولكن عندما يظهر الموقف الذي يحتاج
الى إعتذار حقيقي نرى تجاهلاً
أنـــــــا آســـــــــ ــــف
كلمتان لماذا نستصعب النطق بهما
؟؟
كلمتان لو ننطقها بصدق لـ ذاب الغضب
ولداوينا قلباً مكسوراً أو كرامة مجروحه
ولعادت المياه إلى مجاريها في كثير
من العلاقات المتصدعه
كم يمر علينا من الإشكاليات التي تحل لو قدم
إعتذار بسيط بدل من تقديم الأعذار التي
لا تراعي شعور الغير أو إطلاق الإتهامات
للهروب من الموقف لماذا كل ذلك؟؟؟
ببساطه لأنه من الصعب علينا الإعتراف
بالمسؤولية تجاه تصرفاتنا
لأن الغير هو من يخطي وليس نحن ...بل في
كثير من الأحيان نرمي اللوم على الظروف...
أو على أي شماعة أخرى بشرط أن لاتكون شماعتنا
إن الإعتذار مهارة من مهارات الإتصال الإجتماعيه
مكون من ثلاث نقاط أساسية:
أولاً: أن تشعر بالندم عما صدر منك
ثانياً
: أن تتحمل المسؤولية
ثالثاً
: أن تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع
لا تنس أن تبتعد عن تقديم الإعتذار المزيف
مثل.. أنا آسف ولكن ...وتبدأ في سرد االظروف
التي جعلتك تقوم بالتصرف الذي تعرف تماماً أنه خاطىء
أو تقول أنا آسف لأنك لم تسمعني جيداً
.. هنا
ترد الخطأ على المتلقي وتشككه بسمعه
مايجب أن تفعله هو أن تقدم
الإعتذار بنية
صادقة معترفاً بالاذى الذي وقع على الأخر
وياحبذا لو قدمت نوعاً من الترضيه ويجب أن
يكون الصوت معبراً وكذلك تعبير الوجه
هناك نقطه مهمة يجب الإنتباه لها ألا وهي
أنك بتقديم الإعتذار لا يعني بالضرورة أن يتقبله الأخر.
أنت قمت بذلك لأنك قررت تحمل مسؤولية
تصرفك ... المهم عليك أن تتوقع عند تقديم الإعتذار
أن المتلقي قد يحتاج إلى وقت لتقبل إعتذارك
وأحياناً أخرى قد يرفض إعتذارك
وهذا لايخلي مسؤوليتك تجاه القيام
بالتصرف السليم نحو الأخر
أخيراً
من يريد أن يصبح وحيداً فـ ليتكبر وليتجبر
وليعش في مركز الحياة الذي لا يراه سواه
ومن يريد العيش مع الناس يرتقي بهم لا
عليهم فـ ليتعلم فن الإعتذار ...