الدنيا حلم ، متاعها غرور ، وعودها كذب ، أيامها لهو ، لياليها غفلة ، قصورها ودورها خيالات تضحك بها على الاغنياء من ابنائها.
في بطن الدنيا أكثر ممن على ظهرها . كلٌّ مرتهن بسعيه . فإذا رأيت أحد أبنائها قوياً في جمعها ، مثابراً على الكدح فيها، فرحاً بمالها ، جذلاً بوصالها ، مخدوعاً بخيالها ، فارث لحاله ، وابك على مستقبله.
تفكر في الاباء والاجداد ومن ذهب ومن رحل، ومن انتقل ، كم ذكي في التراب .. كم من ألمعي تحت الرمال .. كم من سيد متوج في ثلة هامدة .. كم من إمام جهبذ تحت الرغام . قال تعالى ( كل شيء هالك الا وجهه ).
إذاً فما لك في حيرة واضطراب ؟ وما لك في ذهول وشرود ؟ هيا تهيأ لتلك الحفرة .. ومهّد لك فيها فراشاً وثيراً من العمل والاخلاص والصدق مع من لا تخفى عليه خافية ، فكأنك بالموت قد حضر ، والفراق قد دنا والاحباب قد تفرّقوا والبين قد حل .
قال تعالى ( ففروا الى الله إني لكم منه نذير مبين ) .