السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بكاء الحب عجيب .... ودمع المحبة غريب ... وسهم الشوق مصيب ....وليس للفراق غير الاجتماع طبيب؟
وكان المحبون أسرع الناس اذا ذكر محبوبهم جل في علاه...... قرىء كلام الواحد الأحد على سيد الخلق
صلى الله عيه وسلم .. فلما سمع ( فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد....... ) الآية ... ذرفت عيناه
باد هواك صبرك أم لم تصبرا :::::::::: وبكاك ان لم يجري دمعك أو جرى
كم غــــــر صبرك واحتمالك صاحبا ::::::::: لما رآك وفي الحشا ما لايرى
وسهر صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة يبكي ويردد قولة تعالى :
( ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم).
وأبو بكر الصديق يبكي من خشية الفراق لما نزلت ( اذا جاء نصر الله والفتح ) على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويقول : ما بعد النصر والفتح الا رحيل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لولا مفارقة الاحباب ما وجدت :::::::::: لها المنايا الى أرواحنا سبلا
وعمر الفاروق بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصر في الجنة .. ويقول أردت أن أدخله فذكرت غيرتك ياعمر فلم أفعل
فبكى عمر وقال : أمنك أغار يارسول الله ؟!:
ليت من لام عيوني في الجوى :::::::::::: ذاق ما ذقناه في يوم الفراق
قــــــــد شوينا أكبدا قـــــد طويت ::::::::::::: قبل هذا اليوم والدم يراق
ما قاوموا _ والله _ شدة الشوق .... وغلبة الخوف .... وحرارة الجوى ..... بل نكسوا الرؤس آسفين .... ووضعوا الجباه باكين
وخروا على وجوههم ساجدين:
ليتني صنت للقاء دموعا :::::::::: ذهبت يوم حان منا الرحيل
كنت خففت من لهيب ضلوعي :::::::::: يوم زار الفؤاد هم ثقيل
وبعض المحبين أتوا الى المعصوم صلى الله عليه وسلم يريدون الجهاد في سبيل الله ... فقال لا أجد ما أحملكم عليه من الابل
ولا خيل ... فبكوا !! ... فقال عز أسمه
( ولا على الذين اذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع )
ما عندنا أن منعنا من زيارتكم :::::::::: الا قلوبا شويناها بذكراكم
يسابق الدمع الفاظ المحب فلو ::::::::::: كانت مدامعه كنز لأغناكم
المحبون لو سمعوا من الحبيب كلمة لطارت أرواحهم شوقا :
( واذا سمعوا ما أنزل الله الى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا أمنا فاكتبنا مع الشاهدين)
وصلهم من ربهم الخطاب .... وقرع سمعهم .... فوقفوا على الأبواب .... وقد بلوا بدموعهم التراب :
نسيم على وادي المحبين قد هبا :::::::::: فصب دموع الجفن من شوقنا صبا
قبضنا على أكبادنا بكفوفنا :::::::::: فيا حــــــــزن ما أدهى ويا بين ما أسبى!
(عينان لا تمسهما النار , عين بكت من خشية الله , وعين باتت تحرس في سبيل الله )
فالقضية عادلة .... والعينان شاهد عدل لا يقبلان الزور ولا يعرفان الكذب :
وعينان قال الله كونا فكانتا :::::::::::: فعولان بالألباب ما يفعل السحر
لقد زادني مر الرياح صبابة :::::::::::::: الى أرضهم حتى تناهى بي الصبر