الرياض - 22 - 9 (كونا) -- تتجدد غدا الجمعة الذكرى ال81 لليوم الوطني السعودي والذي يصادف ال23 من سبتمبر من كل عام لتستعيد الاذهان مسيرة تأسيس المملكة العربية السعودية كدولة حديثة على يد الملك المؤسس الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
وتعد هذه المناسبة الوطنية الغالية محطة هامة تتوقف عندها الأجيال السعودية لتصفح صفحات البطولة والتوحيد والبناء التي رسخ ثوابتها الملك عبدالعزيز حتى أصبحت المملكة نموذجا فريدا لمعاني الوحدة وقوة التلاحم وترابط النسيج الاجتماعي والتمسك براية التوحيد والقيم الفاضلة.
وفي اطار الاحتفال باليوم الوطني تشهد مدينة الرياض منذ أيام مظاهر الفرحة بهذه المناسبة حيث تزينت بأبهى الحلل وازدانت شوارعها وميادينها بالأعلام واستعدت كافة المؤسسات الرسمية والشعبية لاقامة فعاليات وأنشطة متنوعة تعكس الانجازات ومراحل بناء الدولة السعودية الحديثة.
وستشهد الرياض فعالية تقام لأول مرة وهي رفع أكبر علم طائر في سماء العاصمة بحجم 270 مترا وأكبر صورة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحملهما طائرة متخصصة لأحد شركات الأعلام الطائرة.
وكان خادم الحرمين الشريفين قد اكد في كلمة يوم الاثنين الماضي ان الاحتفاء باليوم الوطني يعكس عظم الانجاز والتمسك بثوابت وقيم دينية عظيمة أرساها الملك المؤسس عبدالعزيز ال سعود وتابع مسيرته ونهجه من بعده أبناؤه الملوك.
كما أكد أن هذا الانجاز أسس على ثوابت عظيمة في مقدمتها التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتسخير الجهود وتذليل جميع الصعاب مع الأخذ بأسباب الرقي والحفاظ على القيم والثوابت لتحقيق النماء والتطور بجميع ربوع الوطن.
ان هذا اليوم يمثل بالنسبة للشعب السعودي وقفة تأمل واستذكار لمسيرة الانجازات التي تحققت في عهود الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد لتبلغ ذروتها في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي قفز بالمملكة لآفاق جديدة وتبوأت مكانة مرموقة في مصاف الدول المتقدمة.
ومنذ عام 2005 وهو العام الذي تولى فيه الملك عبدالله الحكم شهدت المملكة في هذه السنوات القلائل قفزات حضارية وتنموية تتجاوز الحصر والتعداد على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية وغيرها.
فعلى صعيد السياسة الداخلية توسعت قاعدة المشاركة في صنع القرار باجراء انتخابات المجالس البلدية التي تشهد دورتها الثانية نهاية الشهر الجاري وتعددت منابر الحوار الفكري والثقافي وتعاظم دور المرأة السعودية في الاسهام التنموي فضلا عن انشاء العديد من منظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الانسان الأهلية والرسمية.
أما على صعيد السياسة الخارجية فقد استمرت المملكة متمسكة بمبادئها وثوابتها الراسخة المستمدة من مبادئ الدين الاسلامي الحنيف والتقاليد العربية الأصيلة فمضت في دعم التضامن العربي والاسلامي والدفاع عن القضايا العربية والاسلامية العادلة وخاصة القضية الفلسطينية وخدمة الاسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم والمحافظة على الاستقرار والسلام العالميين.
وفي الجانب الاقتصادي تمكنت المملكة من تحقيق التوازن بين التطور الحضاري والعمراني والاقتصادي وبين المحافظة على المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية اذ نجحت في بناء القاعدة الاقتصادية وتنويعها لتخفيف الاعتماد على البترول وذلك من خلال تعزيز قدراتها الانتاجية في القطاعات الأخرى وانشاء العديد من المدن الاقتصادية في مختلف مناطق السعودية.
وتشير التقارير الاقتصادية الى تضاعف الناتج المحلي الاجمالي غير النفطي أكثر من أربع مرات وبمعدل نمو سنوي متوسط قدره 6 في المئة فيما ارتفعت نسبة اسهامات القطاعات غير النفطية الى الناتج المحلي الاجمالي من 53 في المئة الى أكثر من 67 في المئة.
كما نجحت في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة حتى قفزت من المركز 67 بين 135 دولة في تصنيف العام 2005 الى المركز الثامن بين 183 دولة بحسب تقرير دولي صدر عام 2010 .
ووصل مجموع التدفقات الاستثمارية الأجنبية الداخلة الى المملكة في عام 2009 الى حوالي 133 مليار ريال (5ر35 مليار دولار) فيما ارتفع تبعا لذلك اجمالي رصيد الاستثمارات الأجنبية الى 552 مليار ريال (2ر147 مليار دولار) بنهاية عام 2009 طبقا للتقارير الصادرة عن منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "اونكتاد".
وتتوالى الانجازات الاقتصادية في عهد خادم الحرمين الشريفين بدخول المملكة ضمن العشرين دولة الكبرى في العالم حيث شاركت في قمة العشرين التي عقدت في واشنطن في شهر نوفمبر 2008 ولندن في شهر ابريل 2009 وتورنتو في عام 2010 .
وشهد قطاع الطاقة تطورا كبيرا على مستوى عمليات التنقيب والاستكشاف لحقول النفط والغاز والعمل على زيادة الانتاج مع الاستمرار في سياستها المتوازنة بالمحافظة على استقرار أسعار النفط في السوق العالمي بما يحقق مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وتقدر احصاءات انتاج المملكة من النفط الخام خلال عام 2009 بمعدل 2ر8 مليون برميل يوميا مع امكانية رفع الانتاج الى حوالي 12 مليون برميل يوميا في حال ازداد الطلب العالمي لظروف طارئة.
وتتعدد الانجازات التي شهدها عهد الملك عبدالله في قطاعات مشروعات انتاج الطاقة الكهربائية والنهضة الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي وارتفاع عدد محطات التحلية للمياه على البحر الأحمر والخليج العربي الى 30 محطة تصل مياهها الى أكثر من أربعين مدينة ومحافظة ومركزا وقرية بواسطة أنابيب تجاوزت أطوالها 4165 كيلومترا.
وكالعهد بها أولت الحكومة السعودية عناية فائقة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما بكل ما تستطيع فأنفقت أكثر من مئة مليار ريال (6ر26 مليار دولار) خلال السنوات الأخيرة فقط على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة ويعد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من أكبر مراكز الطباعة في العالم اذ يقدر انتاجه منذ انشائه عام 1984 وحتى عام 2009 بحوالي 226 مليون نسخة مصحف وترجمة لمعانيه شملت أغلب لغات العالم.
ولم تغفل الحكومة السعودية أهمية قطاع الشباب والمثقفين فارتفع عدد الأندية الرياضية الى 156 ناديا كما وصلت الاتحادات الرياضية الى 22 اتحادا وتم انشاء وافتتاح 21 بيتا للشباب و 4 ساحات شعبية و 17 مركزا رياضيا وثقافيا و 13 مدينة رياضية متكاملة في مختلف المحافظات السعودية.(النهاية) اد / م م ج كونا220902 جمت سبت 11