الفجر البعيد مشرف قسم
البلاد : المزاج : المهنة : الجنس : عدد المساهمات : 197 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 01/01/1980 تاريخ التسجيل : 23/06/2011 العمر : 44 . : MMS :
| موضوع: لاتقل.. يارب لي هم كبير.ولاكن قل..ياهم عندي رب كبير الخميس سبتمبر 29, 2011 3:00 am | |
| حكم قول لاتقل.. يارب لي هم كبير.ولاكن قل..ياهم عندي رب كبير عبارة قرأتها كثيراً في أكثر من منتدى ، وفي أكثر من توقيع ، ومرّت بي العِبَارة كثيرا ! إلاّ أنها استوقفتني مَرّة مِن الْمَرّات ، فوقفتُ مُتأمِّلاً في قولهم : لا تَقُل : يا رب عندي هَمّ كبير ، ولكن قُل : يا همّ عندي ربّ كبير ! فتذّكَرتُ شَكوى نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام ، حينما بَثّ حُزنه وشكواه إلى الله ، فقال : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ) . قال ابن كثير في تفسير الآية : (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي) أي : هَمِّي وما أنا فيه (إِلَى اللَّهِ) وَحْدَه .
وقال ابن عادل الحنبلي : والبَثُّ : أشَدُّ الحزن ، كأنَّه لِقُوّته لا يُطاق حَمْله .
وقال القاسمي : أي : لا أشكو إلى أحدٍ منكم ومِن غيركم ، إنما أشكو إلى ربي داعيًا له ، وملتجئا إليه ، فَخَلّوني وشِكايتي . ( وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ) أي : لمن شكا إليه من إزالة الشكوى ، ومَزِيد الرحمة : ( مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) ما يُوجب حُسن الظن به ، وهو مع ظنّ عَبْدِه بِه .
ووقفتُ مع شكوى الْمُجادِلَة .. (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)
وفي بعض الآثار : " قالت : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي ووحشتي وفِراق زوجي " .
فالْهَمّ العظيم لا يُشكَى إلاّ إلى الله ؛ لأنه لا يَكشفه إلاّ الله .
فَشَكوى الْهَمّ إلى الله مشروعة ، بل هي مطلوبة شرعا .. واشتُهِر عن عليّ رضي الله عنه قوله : أشكو إلى الله عُجَري وبُجَري .
قال الأصمعي : يعني همومي وأحزاني .
قال أبو إسحاق الشيرازي :
لبِستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا ** وَقمِتُّ أشكوا إلى مولاي ما أجـدُ وقُلتُ يا أمَلـي فـي كـلِّ نائبـة *** ومَن عليه لكشف الضُّـرِّ أعتمد أشكو إليك أمـوراً أنـت تعلمهـا *** ما لي على حملها صبرٌ ولا جلـدُ وقد مدَدْتُ يدِي بالـذُّلِّ مبتهـلاً *** أليك يا خير من مُـدَّتْ أليـه يـدُ فـلا ترُدَّنهـا يـا ربِّ خائـبـةً *** فبَحْرُ جودِكَ يروي كل مـنْ يَـرِد
ولا يعني هذا أن لا يُشكَى إلى غير الله ؛ لأن في الشكوى تخفيفا وتسلية .. " وهذا ما لم يكن الـتَّشَكِّي على سَبيل التَّسَخُّط ، والصبر والتجلّد في النوائب أحسن والتعفف عن المسألة أفضل وأحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى زوال البلوى " كما قال القرطبي .
وربما شَكَا الصحابة الكرام رضي الله عنهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يَجِدون ..
قَال خَبَّاب بْن الأرَتّ رضي الله عنه : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ .
رواه البخاري .
وقال رضي الله عنه : شَكونا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم الصلاة في الرمضاء فَلَم يُشْكِنا . رواه مسلم .
وفي المسْنَد : قال الزبير بن عدي : شَكونا إلى أنس بن مالك
ما نلقى من الحجاج ! فقال : اصبروا فإنه لا يأتي عليكم عام
أو يوم - إلاّ الذي بعده شرّ منه ، حتى تلقوا ربكم عز وجل .
سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم .
قال أبو طلحة رضي الله عنه : شَكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع .. رواه الترمذي .
وقال الحارث بن يزيد البكري : خرجتُ أشكو العلاء
بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه و سلم يشكو جارَه . رواه أبو داود .
وعند البخاري من حديث عَدِيّ بْن حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال :
كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلانِ ؛
أَحَدُهُمَا يَشْكُو الْعَيْلَة ، وَالآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ ...
والعَيْلة : هي الفَقْر .
قال القرطبي في تفسيره : فأما الشكوى على غير مُشْكٍ فهو
السَّفَه ، إلاَّ أن يكون على وَجه البثّ والـتَّسَلِّي .
وعلى كُلّ فإن قولهم : " لا تَقُل : يا رب عندي هَمّ كبير ،
ولكن قُل : يا هـمّ عندي ربّ كبير " ، وإن كان
ما قَصَدُوه وَاضِحًا ، إلاّ أنّ قولهم : " لا تَقُل : يا رب
عندي هَـمّ كبير " ،مُتضمّن لِعدم شكوى الْهَمّ إلى الله وهذا خِلاف المشروع من شكوى الْهَمّ إلى الله الذي بِيدِه مفاتيح الفَرَج ..
وأنشد بعضهم :
حكم قول لاتقل.. يارب لي هم كبير.ولاكن قل..ياهم عندي رب كبير عبارة قرأتها كثيراً في أكثر من منتدى ، وفي أكثر من توقيع ، ومرّت بي العِبَارة كثيرا ! إلاّ أنها استوقفتني مَرّة مِن الْمَرّات ، فوقفتُ مُتأمِّلاً في قولهم : لا تَقُل : يا رب عندي هَمّ كبير ، ولكن قُل : يا همّ عندي ربّ كبير ! فتذّكَرتُ شَكوى نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام ، حينما بَثّ حُزنه وشكواه إلى الله ، فقال : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ) . قال ابن كثير في تفسير الآية : (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي) أي : هَمِّي وما أنا فيه (إِلَى اللَّهِ) وَحْدَه .
وقال ابن عادل الحنبلي : والبَثُّ : أشَدُّ الحزن ، كأنَّه لِقُوّته لا يُطاق حَمْله .
وقال القاسمي : أي : لا أشكو إلى أحدٍ منكم ومِن غيركم ، إنما أشكو إلى ربي داعيًا له ، وملتجئا إليه ، فَخَلّوني وشِكايتي . ( وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ) أي : لمن شكا إليه من إزالة الشكوى ، ومَزِيد الرحمة : ( مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) ما يُوجب حُسن الظن به ، وهو مع ظنّ عَبْدِه بِه .
ووقفتُ مع شكوى الْمُجادِلَة .. (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)
وفي بعض الآثار : " قالت : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي ووحشتي وفِراق زوجي " .
فالْهَمّ العظيم لا يُشكَى إلاّ إلى الله ؛ لأنه لا يَكشفه إلاّ الله .
فَشَكوى الْهَمّ إلى الله مشروعة ، بل هي مطلوبة شرعا .. واشتُهِر عن عليّ رضي الله عنه قوله : أشكو إلى الله عُجَري وبُجَري .
قال الأصمعي : يعني همومي وأحزاني .
قال أبو إسحاق الشيرازي :
لبِستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا ** وَقمِتُّ أشكوا إلى مولاي ما أجـدُ وقُلتُ يا أمَلـي فـي كـلِّ نائبـة *** ومَن عليه لكشف الضُّـرِّ أعتمد أشكو إليك أمـوراً أنـت تعلمهـا *** ما لي على حملها صبرٌ ولا جلـدُ وقد مدَدْتُ يدِي بالـذُّلِّ مبتهـلاً *** أليك يا خير من مُـدَّتْ أليـه يـدُ فـلا ترُدَّنهـا يـا ربِّ خائـبـةً *** فبَحْرُ جودِكَ يروي كل مـنْ يَـرِد
ولا يعني هذا أن لا يُشكَى إلى غير الله ؛ لأن في الشكوى تخفيفا وتسلية .. " وهذا ما لم يكن الـتَّشَكِّي على سَبيل التَّسَخُّط ، والصبر والتجلّد في النوائب أحسن والتعفف عن المسألة أفضل وأحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى زوال البلوى " كما قال القرطبي .
وربما شَكَا الصحابة الكرام رضي الله عنهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يَجِدون ..
قَال خَبَّاب بْن الأرَتّ رضي الله عنه : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ .
رواه البخاري .
وقال رضي الله عنه : شَكونا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم الصلاة في الرمضاء فَلَم يُشْكِنا . رواه مسلم .
وفي المسْنَد : قال الزبير بن عدي : شَكونا إلى أنس بن مالك
ما نلقى من الحجاج ! فقال : اصبروا فإنه لا يأتي عليكم عام
أو يوم - إلاّ الذي بعده شرّ منه ، حتى تلقوا ربكم عز وجل .
سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم .
قال أبو طلحة رضي الله عنه : شَكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع .. رواه الترمذي .
وقال الحارث بن يزيد البكري : خرجتُ أشكو العلاء
بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه و سلم يشكو جارَه . رواه أبو داود .
وعند البخاري من حديث عَدِيّ بْن حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال :
كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلانِ ؛
أَحَدُهُمَا يَشْكُو الْعَيْلَة ، وَالآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ ...
والعَيْلة : هي الفَقْر .
قال القرطبي في تفسيره : فأما الشكوى على غير مُشْكٍ فهو
السَّفَه ، إلاَّ أن يكون على وَجه البثّ والـتَّسَلِّي .
وعلى كُلّ فإن قولهم : " لا تَقُل : يا رب عندي هَمّ كبير ،
ولكن قُل : يا هـمّ عندي ربّ كبير " ، وإن كان
ما قَصَدُوه وَاضِحًا ، إلاّ أنّ قولهم : " لا تَقُل : يا رب
عندي هَـمّ كبير " ،مُتضمّن لِعدم شكوى الْهَمّ إلى الله وهذا خِلاف المشروع من شكوى الْهَمّ إلى الله الذي بِيدِه مفاتيح الفَرَج ..
وأنشد بعضهم :
إذا الحادثات بَلَغْنَ الْمَدَى *** وكادت تَذوب لَهُنّ الْمَهْج
وحَلّ البلاء وقَلّ العَزاء *** فعند التناهي يكون الفَرَج
إذا الحادثات بَلَغْنَ الْمَدَى *** وكادت تَذوب لَهُنّ الْمَهْج
وحَلّ البلاء وقَلّ العَزاء *** فعند التناهي يكون الفَرَج
| |
|
موادع الضحكه الادارة
البلاد : المزاج : المهنة : الجنس : عدد المساهمات : 4284 السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 02/11/2010 المزاج : عادي MMS :
| موضوع: رد: لاتقل.. يارب لي هم كبير.ولاكن قل..ياهم عندي رب كبير السبت أكتوبر 01, 2011 10:57 am | |
| ]size=24]عاشت ايدك اخوي ع الطرح المميز اتمنى لك الموفقيه بأختيارك للمواضيع الرائعه والمفيده يارب يجعلها في ميزان حسناتك تقبل مروري[/size] | |
|