بسم اللــــــــه الرحمن الرحيـــــــم
وبالفعل يكفينا حديث رسول الله صلي لله عليه وسلم الجامع لكل ماسبق :
( تفاءلوا بالخير تجدوه )
وقول الله تعالى :
( وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض ) .
وهناك مقوله تقول :
الإصرار على التفاؤل قد يصنع الذي كان مستحيلاً..
الكل ينشد السعادة ، ومن اسباب الحصول على تلك السعادة اللتي ينشدها الجميع هي ان لا نجعل من المشاكل والمعوقات هاجسا يعيق تلك السعادة هذا إذا علمنا ان التفاؤل يعتبر سرا من أسرار الحياة الجميلة والسعيدة ، ولكي نحيا حياة سعيدة هانئة يجب أن نحب ما هو موجود ونأمل لما هو غير موجود بمعنى أننا يجب أن نستمتع بما حولنا سواء كان في ظروفنا العلمية او العملية أو السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية إلـــــــــــخ .. ونحن كبشر نتأثر بكل ما يدور حولنا فإننا قد لا نستطيع أن نستمتع بحياة هانئة و بعالم هانئ كهذا الذي نطمح أليه مالم نتسلح بالسلاح الذي يجعلنا نواصل الحياة بروح مشرقة ومترقبة لما هو قادم من أحداث ومفاجآت سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي هذا ونحن نعلم أنه لم يعد يخفى على أحد منا أن العالم اصبح قرية صغيرة ومعظم الأحداث والمتغيرات أصبحت تشكل هاجس لكل شعوب الأرض ، لذلك يجب علينا أن لا ندع تلك المتغيرات تؤثر فينا بالشكل اللذي يجعلنا حزينين بائسين ولنعلم أن الحزن لابد أن ينتهي إلى مرحلة السعادة وأن الحظ الوفير سيكون حليفنا بإذن الله تعالى..
إنه من المهم أن نتعلم كيف نرى الأمل من شقوق وزوايا الأيام الصعبة وكيف نترقب السعادة في أحلك أيامنا وأيضا أن نتعلم كيف نصارع حزنا وألما علينا أن نتعلم جيدا أن دوام الحال من المحال سواء كانت حالة سعادة أم شقاء فهو قطعا لن يدوم .. ، بل سيزول وتزول معه ضبابية وغيوم الحزن والأسى والأيام الصعبة لتشرق شمس السعادة التي لولا التفاؤل لما كانت لتشرق أبدا.
وإليك هذه القصه على الإصرار على التفاؤل:
كان هناك رجل حينما ماتت زوجته كان أصغر أطفاله لا يزيد عن عامين. وكان له ستة أولاد آخرين. ثلاثة أبناء وثلاث بنات، 4 إلى 16 عاماً. بعد أيام من وفاة زوجته جاءه الأقرباء بما فيهم والدي زوجته وقالوا له: ((إنك لا تستطيع القيام بأعمالك وأشغالك إلى اجنب السهر على كل هؤلاء الأبناء وتربيتهم وقد اتفقنا أن تأخذ كل عمة أو خالة أو قريب واحداً من أبنائك فلا يكونون بعيدين عنك وسنضمن سلامتهم وتربيتهم، وبوسعك رؤيتهم متى ما شئت)).
أجابهم الرجل ((لا تستطيعون تصوركم أنا شاكر لكم على جميلكم هذا، ولكن أريد أن تعلموا)) ضحك وواصل كلامه ((إذا ضايق الأطفال عملي أو احتجت إلى مساعدة فسأخبركم بأسرع وقت)).
بعدها راح الرجل يواصل أعماله بصحبة أبنائه، فحدد لكل منهم مسؤولية وواجباً. البنتان الأكبر 12 عاماً و 15 عاماً يتوليان الطبخ وغسل الملابس وأعمال البيت. والولدان الأكبر 16 و 14 عاماً يساعدان أباهم في المزرعة. ولكن حلت به صدمة جديدة ...
ابتلي الرجل بوجع في المفاصل، تورمت يداه حتى لم يعد يستطع الإمساك بأدوات الفلاحة. كان الأطفال ينهضون بأعباء العمل على خير وجه، إلا أن الرجل لم يكن قادراً على البقاء بلا عمل طوال النهار. باع أدوات الفلاحة وهاجر مع عائلته إلى مدينة صغيرة وافتتح متجراً متواضعاً حظيت العائلة بترحيب الجيران، وازدهر عمل الرجل وتجارته، وكان شديد الفرح لأنه بين الناس ويستطيع تقديم خدمة لهم. وشاع بين الجميع أن زبائنهم راضون وأن خدماتهم ممتازة، فقصده الناس من كل مكان للتبضع، وكان الأولاد والبنات يساعدونه في المتجر والبيت، وكان رضا أبيهم عن أدائهم يبعث الغبطة والرضا في نفوسهم، وكان فرحاً جداً بتطور أبنائه واتقانهم وإخلاصهم في العمل. كبر الأبناء والتحق خمسة منهم بالجامعات وتزوج أغلبهم. ذهب كل منهم إلى عمله وحياته. كان نجاح الأبناء مفخرة للأب.
لم يكن قد درس أكثر من السادس الابتدائي، وولد له أحفاد فكانوا أكبر ما يبعث السرور في قلبه. وحينما شب الأحفاد أخذهم الجد إلى محل عمله في بيته الصغير. كانوا فرحين سعداء مع بعضهم. وأخيراً تزوج الابن الأصغر الذي لم يناهز العامين عند وفاة أمه. بعد ذلك توفي الأب. كان رجلاً عصامياً سعيداً قهر الحزن والخيبة رغم رحيل زوجته في وقت مبكر، وكلما تذكر انه استطاع ترتيب حياته كما ينبغي تغمره أمواج عارمة من السعادة .. انه والدي .. وأنا الولد ذو الـ 16 عاماً. الأكبر في عائلة بسبعة أبناء.