السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ ... عيني فلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحيبُ
فَيا أسَفاً أسِفْتُ على شَبابٍ ... نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً ... كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيبُ
فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً، ... فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ
ما أجمل القصائد الإسلاميه ..
نسيتُ الموتَ فيمَا قدْ نسِيتُ ... كأنّي لا أرَى أحَداً يَمُوتُ
أليسَ الموْتُ غاية َ كلّ حيٍّ، ... فَمَا لي لاَ أُبادِرُ مَا يفوتُ
للأسف .. كثيرون الآن أتجهوا للقصائد الهابطه .. التي لاتزيد القلب إلا غفله .. ولا الشباب إلا انحراف .. ولا البنات إلا هوى وشهوه وأوهام .. ولا القبائل إلا تَعصّب .. !
وإذا انقضَى هَمُّ امرىء ٍ فقد انقضَى ، ... إنَّ الهُمُومَ أشَدُّهُنَّ الأحْدَثُ
الشعر الآن ينقسم إلا ثلاثة أقسام من وجهة نظري .. الشعر الإسلامي .. والشعر الذي يتحدث عن وضع حقيقي يعيشه العالم ( شعر إجتماعي ) .. والشعر الهابط !!
لَيْسَ يرجُو اللهَ إِلاَّ خائفٌ ... منْ رجا خافَ ومَنْ خافَ رَجَا
قَلَّمَا ينجُو امرُوءٌ منْ فتْنَة ٍ ... عَجَباً مِمَّن نجَا كَيفَ نَجَا
تَرْغَبُ النّفسُ، إذا رَغّبْتَها، ... وإِذَا زَجَّيْتَ بِالشِّيءِ زَجَا
قال الله تعالى ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ * وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ).
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا عَمِّي يَحْيَى بْنُ عِيسَى عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ( لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا يَرِيَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا ) وَفِي الْبَاب عَنْ سَعْدٍ وَأَبِي سَعِيدٍ وَابْنِ عُمَرَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
نسيتُ الموتَ فيمَا قدْ نسِيتُ ... كأنّي لا أرَى أحَداً يَمُوتُ
أليسَ الموْتُ غاية َ كلّ حيٍّ، ... فَمَا لي لاَ أُبادِرُ مَا يفوتُ
لكن جاء في تفسير قوله تعالى ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا )[الشعراء:227]، فالمؤمن يقول الشعر النافع، فيذكر ويعظ به الناس، ويحثهم على العمل الصالح، وذكْر الله سبحانه وتعالى، والانتصار لدين رب العالمين سبحانه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الشعر الذي يرد به حسان على المشركين: (إنه لأسرع فيهم من رشق النبل)
أخرجه مسلم .
أؤَمِلُ أنْ أخَلَدَ والمنَايَا ... يَثِبْنَ عَليّ مِن كلّ النّواحي
ومَأ أدْرِي إذَا أمسيتُ حَيّاً ... لَعَلّي لا أعِيشُ إلى الصّبَاحِ
لذلك يتبين لنا من الآية والحديث الشريف .. ان الشعر الاسلامي له تأثير قوي .. فربما يـُـأثر في بعض الناس فيرجعون إلى دينهم .. وفيه تـذّكر لله ,بإذن الله .. ويكون له أثر قوي على أعداء الإسلام ( العرب ) من الليبرالين والعلمانيين وغيرهم .. وله أثر في وقت الحروب لرفع المعنويات ..
لاحَ شيبُ الرأسِ منِّي فاتَّضحْ ... بَعدَ لَهْوٍ وشَبابٍ ومَرَحْ
فَلَهَوْنَا وفَرِحْنَا، ثمّ لَمْ ... يَدَعِ المَوْتُ لذي اللّبّ فَرَحْ
يا بَنِي آدَمَ صُونُوا دينَكُمْ ... يَنْبَغي للدّينِ أنْ لا يُطّرَحْ
وأحْمَدُوا اللهَ الذِي أكرَمَكُمْ ... بنذيرٍ قامَ فيكُمْ فنصَحْ
بخطيبٍ فتحَ اللهُ بهِ ... كُلَّ خيرٍ نلتُمُوهُ وشرَح
ولكن الشعر الهابط .. الذي ليس بالإسلامي ولا بالإجتماعي الهادف ... فهو شعر ليس فيه إلا خسارة , فوصف الله الذين يتبعون هذا الشعر بأنهم غاوون .. فكيف بالشعراء أنفُسهم !! .. والشعر الهابط ليس فيه إلا هيام ومشاعر كاذبه .. وهيام في الاماكن .. وحُب كاذب .. وقول كاذب .. ومواضيع تافهه .. وهجاء وقذف سببه حقد ونزاعات تافهه .. ومدح من أجل مال أو من أجل مصلحه .. والكثير الكثير الكثير من الاشياء المحرمه ..
ألاً إنَّنَا كُلُّنَا بائدُ ... وأيّ بَني آدَمٍ خالِدُ؟
وبدءُهُمُ كانَ مِنْ ربِّهِمْ ... وكُلٌّ إلى رَبّهِ عائِدُ
فيَا عَجَبَا كيفَ يَعصِي الإلهَ ... أمْ كيفَ يجحدهُ الجاحِدُ
وللهِ فِي كلِّ تحرِيكَة ٍ ... وفي كلّ تَسكينَة ٍ شاهِدُ
وفِي كلِّ شيءٍ لَهُ آية ... ٌ تَدُلّ على أنّهُ الواحِدُ
ونشهد اليوم المسابقات التي تعطي المليون للشعر الهابط ..! طبعاً المشاركين في هذا البرنامج شعرهم هابط .. إلا ماندر من الشعراء المشاركين .. حيث لم يزد أي أحد فيهم على ذكر قصيده هادفه طوال مسيرته في البرنامج .. أو إذا كثر ربما قصيدتين ..!
تخيلو لو أن هذه المسابقة كانت عن الشعر الذي يتكلم عن الإسلام .. أو عن واقعنا الاجتماعي .. أكاد أجزم بأن هذه القصائد ستكون كالسهام في صدور الحاقدين على الإسلام .. والمسؤولين والرؤساء .. !!
ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ، مَجيدُ، .. لَطيفٌ، جَليلٌ، غنيٌّ، حَميدُ
رأيْتُ المُلُوكَ، وإنّ عَظُمَتْ، .. فإنَّ المُلُوكَ لرَبِّي عَبيدُ
تُنَافِسُ فِي جَمْعِ مَالٍ حُطَامٍ .. وكلٌّ يَزُولُ، وكلٌّ يَبِيدُ
وكَمْ بادَ جَمْعٌ أُولُو قُوّة ٍ، .. وحِصْنٌ حَصِينٌ وقصرٌ مَشِيدُ
ولَيسَ بباقٍ على الحادِثاتِ، .. لشيءٍ مِنَ الخَلْقِ رُكنٌ شديدُ
وأيّ مَنيعٍ يَفُوتُ الفَنَا، .. إذا كانَ يَبلَى الصَّفَا والحَديدُ
ألا إنّ رأياً، دَعَا العَبْدَ .. أنْ يُنيبَ إلى الله، رَأيٌ سَديدُ
فَلا تَتَكَثّرْ بدارِ البِلَى ، .. فإنّكَ فيها وحيدٌ فَريدُ
أرى َ الموتُ ديْناً لَهُ عِلَّة ٌ .. فَتِلْكَ الَّتِي كُنْتَ مِنْهَا تحِيدُ
تيقَّظْ فإنَّكَ فِي غَفْلَة ٍ .. يَميدُ بكَ السُّكْرُ ،فيمَنْ يَميدُ
كأنّكَ لم تَرَكَيفَ الفَنَا، .. وكيفَ يَمُوتُ الغُلامُ الرَّشِيدُ
وكيفَ يموتُ المُسِنُّ الكَبيرُ .. وكيفَ يموتُ الصَّغِيرُ الوَليدُ
ومَنْ يأْمَنِ الدَّهْرِ فِي وَعْدِهِ .. وللدّهرِ في كلّ وَعْدٍ وعيدُ
أراكَ تُأمّلُ،والشّيبُ قَدْ .. وأنْتَ بظَنّكَ فيها تزيدُ
وتَنْقُصُ في كُلّ تَنفيسَة ٍ، .. وأنَّكَ فِي ظَنِكَ قَدْ تزيدُ
وللأسف أيضاً .. أصبح الآن لكل قبيلة قناة .. واصبح بين القبائل نزاعات قبليه .. ألا يكفينا نزاعات الدول الاسلاميه بين بعضها .. والآن تأتينا نزاعات قبليه .. !!
لكَ الحمدُ ياذَا العَرشِ يا خيرَ معبودِ .. ويا خَيرَ مَسؤولٍ، ويا خيرَ مَحمودِ
شهدْنَا لَكَ اللهُمَّ أنْ لستَ محدَثاً .. ولكِنَّكَ المَوْلَى ولستَ بمجحودِ
وأنَّكَ معروفٌ ولستَ بموصُوفٍ .. وأنَّكَ مَوجُودٌ ولستَ بمجدودِ
وأنَّكَ رَبٌّ لاَ تزالُ ولم تَزَلْ .. قَريباً بَعيداً، غائِباً، غيرَ مَفقودِ
لذلك أوصي كل من هام بالشعر الهابط .. أو كتب قصيده من هذا النوع .. بأن يتجه إلا الشعر الإسلامي .. الذي نقصف به أورق الليبراليين والعلمانيين .. ونُـذكِـر الناس بربهم .. ونعيد القوة للشعر الإسلامي الرائع .. وأن لا يتبعوا شعر الشياطين .. ويصبحوا من الغاويين ..
نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُ نَفسي، ... وَطالَ عَليّ تَعمِيري، وغَرْسِي
وكُلُّ ثمينة ٍ أصبحتُ أغلِي ... بها ستُباعُ من بعدي بِوكْسِ
وَما أدري، وإنْ أمّلتُ عُمراً، ... لعَلّي حينَ أُصْبحُ لَستُ أُمْسِي
وَساعَة ُ مِتَتي، لا بُدّ مِنها، ... تُعَجّلُ نُقلَتي، وتُطيلُ حَبسِي
أموتُ ويكرهُ الأحبابُ قُربِي ... وتَحضَرُ وَحشتي، ويَغيبُ أُنسِي
ألا يا ساكنَ البيتِ الموشَّى ... ستُسكِنُكَ المَنِيّة ُ بَطنَ رَمسِ
رَأيْتُكَ تَذْكُرُ الدّنْيا كَثيراً، ... وَكَثرَة ُ ذِكْرِها للقَلْبِ تُقْسِي
كأنّكَ لا تَرَى بالخَلْقِ نَقْصاً ... وأنتَ تراهُ كُلَّ شروقِ شمسِ
وطالِبِ حاجَة ٍ أعْيَا وَأكْدَى ... ومُدركِ حاجة ٍ في لينِ لمسِ
ألا وَلَقَلّ ما تَلْقَى شَجِيّاً ... يُسيغُ شَجَاهُ إلاّ بالتّأسّي
كُـــل القصائد المكتوبة الموجوده .. من قصائد / أبو العتاهية .. غفر الله له ورحمه رحمةً واسعه
إن كان في كلامي من الصواب والحق .. فمن الله .. وإن كان به خطأ أو باطل .. فمن نفسي ومن الشيطان
هذا والله اعلم وأحكم وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
لا اله إلا الله
وبركة في العمر وصحة في الجسد وسعة في الرزق وتوبة قبل الموت وشهادة عند الموت ومغفرة بعد الموت وعفوا عند الحساب وأمانا من العذاب ونصيبا من الجنة وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم , اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار اللهم إنا نسألك زيادة في الدين