بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .....
أمابعد:..._
فقد قال الله تعالى :_"فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر"
ومن الأحكام الشرعيه التى نأخذها من هذه الأيه الكريمه أنها وضحت أن هناك ثلاث حالات للمسلم بالنسبة لفريضة صيام شهر رمضان .
الحالة الأولى :_
إذا كان المسلم مريضا خلال شهر رمضان بمرض عارض غير مزمن يرجى منه الشفاء ولكن الصيام يزيد فى المرض ،أو كان فى حالة سفر فله فى هاتين الحالتين أن يفطر وأن يقضى بعد رمضان الأيام التى أفطرها منه ، والدليل على ذلك قوله تعالى :_ "فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر".
الحالة الثانية :_
إذا كان المسلم فى شهر رمضان مريضا بمرض مزمن لا يرجى شفاؤه، والصوم يتعبه تعبا شديدا ،أو كان شيخا كبيرا ،أو امرأة عجوز، ولا يستطيعان الصوم ،ففى هذه الحالة أباحت شريعة الإسلام لهؤلاء أن يفطروا ،وأن يطعموا عن كل يوم مسكينا، لأن هذه الأعذار لايرجى زوالها، ولاينتظر أن المبتلى بعذر منها بعد رمضان خيرا منه فى رمضان، لذا أوجبت شريعة الإسلام على هؤلاء الفديه دون القضاء ،بدليل قوله تعالى :_ "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكينٍ "
الحالة الثالثة:_
إذا كان المسلم فى شهر رمضان سليما مقيما ، وليس عنده عذر يمنعه من الصيام ،فقد أوجب الله عليه فى هذه الحالة الصيام بدليل قوله تعالى :"فمن شهد منكم الشهر فليصمه "
ويحرم على المسلم وهو سليم مقيم أن يفطر،فإن أفطر لغير عذر شرعى ، كان من الخاسرين ، ففى الحديث الشريف أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم " قال : ((من أفطر يوما فى رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقضه ـــ أى :لم يَجزه ـــ صوم الدهر كله وإن صامه )) أى :لو حصل منه صوم طول حياته ، فلن يدرك ثواب ماصنع بسبب فطره بغير عذر شرعى .
بارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته